ينتظر لبنان تجديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" والإبقاء على وحداتها في الجنوب، وسط تداول دبلوماسي لمعلومات تشير إلى أن هذا التجديد قد يكون الأخير بعد تقليص ميزانيتها بنسبة 35 في المئة، وهو ما سينعكس بشكل خاص على مهامها البحرية. تتفاقم الأزمات في لبنان، ويزداد الانقسام حولها، مما يضعف القدرة على إيجاد حلول، وعلى رأس هذه الأزمات إجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي المحتلة في الجنوب ووقف اعتداءاتها المستمرة، بالإضافة إلى تحديد مصير سلاح "حزب الله".
بعد الجولة الرابعة للموفد الأميركي توم براك، تكشف الاتصالات الدبلوماسية عن ترابط الملفات الإقليمية، وأن واشنطن، بتوجيه من الرئيس دونالد ترامب، تسعى للتوصل إلى تسوية مشتركة في مناطق متعددة، بدءًا من غزة، مع محاولة ربطها بجنوب لبنان، على الرغم من اعتراض بنيامين نتنياهو على أي صفقة جزئية في غزة وإصراره على تهجير سكانها. وذكر مصدر دبلوماسي غربي في بيروت أن التوجه الأميركي يهدف إلى معالجة الوضعين في غزة والجنوب معًا، من خلال التوصل إلى هدنة لمدة شهرين في المنطقتين، مع الأخذ في الاعتبار صعوبة تخلي "حزب الله" عن سلاحه، ولكن إذا اتخذت إسرائيل خطوات تثبت انسحابها من الجنوب، فإن ذلك سيساعد الحكومة على تطبيق قرارها بجمع سلاح الحزب بدعم أميركي.
على الرغم من تعنت نتنياهو وإصراره على طرد "حماس" من غزة والقضاء على القدرات العسكرية لـ "حزب الله" في لبنان، تشير تقارير استخباراتية عسكرية إلى أن وحدات الجيش الإسرائيلي لم تعد في كامل جهوزيتها نتيجة للحروب التي خاضتها في العامين الأخيرين، بالإضافة إلى النقص في أعداد الجنود، مما يجبر تل أبيب على تقديم تنازلات من وجهة نظر المفاوض الأميركي.
في ظل رفض نتنياهو التراجع عن خططه في الأراضي الفلسطينية والمنطقة، لم يتبق أمام ترامب إلا مطالبته بتنفيذ رؤية واشنطن وإنجاح المفاوضات الجارية. وأكد قيادي في "حماس" أن حركته لا تمانع في التوصل إلى الهدنة التي يعمل عليها الأميركيون بالتعاون مع الوسيطين القطري والمصري، وتنفيذ مقترح ستيف ويتكوف، في انتظار رد نهائي من نتنياهو. وتصر تل أبيب على عدم التراجع عن نزع قدرات "حماس" والقضاء على مقومات "حزب الله" إذا تمكنت من ذلك. وفي ظل المساعي الأميركية المكثفة لترتيب ملفات المنطقة، ينتظر لبنان نتائج زيارة الموفد براك ومورغان أورتاغوس إلى تل أبيب، وما إذا كانا سينجحان في إقناع فريق نتنياهو بانسحاب جيشه من الجنوب وتنفيذ النقاط التي اتفق عليها براك والرئيس نبيه بري لمحاكاة بنود الورقة الأميركية التي تبنتها الحكومة، في انتظار ما يمكن أن يقدمه الجيش في هذا الشأن.
في الوقت نفسه، ينتظر لبنان تجديد ولاية "اليونيفيل" والإبقاء على وحداتها في الجنوب، وسط حديث دبلوماسي عن أن التجديد سيكون للمرة الأخيرة، بعد تقليص موازنتها بنسبة 35 في المئة، وهو ما سينعكس على مهامها البحرية أولاً.