الأربعاء, 20 أغسطس 2025 04:52 PM

تقرير صادم في هآرتس: الجيش الإسرائيلي على شفا الانهيار بسبب أزمات داخلية عميقة

تقرير صادم في هآرتس: الجيش الإسرائيلي على شفا الانهيار بسبب أزمات داخلية عميقة

نشرت صحيفة هآرتس تقريرًا خطيرًا نقلت فيه عن الجنرال أهارون حليفا، كما ورد في القناة 12، قوله إن المشكلة أعمق بكثير وتمتد لسنوات عديدة. ووفقًا لحليفا، فإن أحداث 7 تشرين الأول تتطلب إصلاحًا جذريًا وليس مجرد تغييرات سطحية.

أضاف حليفا: "لا يمكن حل المشكلة بتغيير رئيس الأركان فقط. يجب معالجة الأسباب الجذرية للأزمة". وانتقد حليفا ما وصفه بالتفسيرات السطحية للأحداث، قائلًا: "هناك مسؤولية لرؤية استراتيجية كاملة تقول: عدونا مرتدع، وفي الوقت نفسه نهدئه بالأموال القطرية. لم أفهم هذا، ومن قبلي لم يفهموا أيضًا".

وأشارت هآرتس إلى انتقادات متكررة للوضع القائم في المنظومة البرية للجيش الإسرائيلي، وثقافته التنظيمية، وسلوكه في حرب "السيوف الحديدية" وما بعدها. وأكد التقرير أن التغييرات لم تحدث منذ بداية الحرب، وأن الأوامر لا تزال غير منفذة، والرقابة والتفتيش غائبة، ولا يتم استخلاص الدروس. كما انتقد التقرير التحقيقات ووصفها بأنها غير موثوقة، مشيرًا إلى انتشار ثقافة الكذب وعدم المهنية والمعايير المتدنية، وغياب الانضباط العملياتي، وعدم تحمل القيادة العليا للمسؤولية. وأضاف أن علاقة صمت وخوف تسود، مما يمنع التعبير عن آراء مخالفة خشية الضرر الشخصي. واختتم حليفا، كما ذكرت الصحيفة، بأن "السلوك الفضائحي متجذر في الجيش، وهذا يحتاج إلى تفكيك وإعادة تركيب".

وبحسب الصحيفة، بعد سنتين على بداية الحرب، تتضح عدة أزمات حرجة في الجيش الإسرائيلي، منها فقدان الثقة بالجنود والقادة الصغار، مما انعكس على استعداد نسبة كبيرة من الاحتياط، وهرب عشرات الجنود النظاميين نتيجة ضغوط نفسية وتآكل الثقة بالقادة.

وأشار التقرير إلى أن الجيش البري يعاني من انهيار شامل بسبب فقدان المهنية نتيجة غياب التدريب والتأهيل، ونقص حاد في المهنيين المختصين بالأسلحة والمركبات المدرعة نتيجة التخفيضات الجذرية قبل الحرب، واعتماد شركات مدنية غير قادرة على سد الفجوة. كما يعاني الجيش النظامي من نقص كبير بعد آلاف القتلى والمصابين وفشل في تعويضهم، بينما يمتنع جزء من الاحتياط عن التجنيد. وخلال عشرين سنة، تقلص حجم الجيش إلى ثلثه، ما يجعله غير قادر على حسم أي معركة حتى في جبهة واحدة.

وأضافت الصحيفة أنه لا يوجد إعداد مستقبلي للجيش للحروب متعددة الساحات، ولا وجود لمطالب عملياتية من الشركات المدنية المطوّرة للأسلحة. وخصخصة العمليات اللوجستية والصيانة لشركات مدنية تهدد قدرة الجيش على التزويد والمواجهة، إذ أن معظم السائقين مدنيون وغير يهود وقد يمتنعون عن أداء المهام أثناء الحرب، ولا يمكن للمدنيين متابعة الصيانة أو اجتياز الحدود، ما قد يشل الوسائل القتالية في المعارك.

كما أبرز التقرير أن أزمة القوة البشرية حادة في الاحتياط والنظامي والخدمة الدائمة، مع هجرة النخبة وفقدان الشباب الرغبة في الخدمة المستمرة، ما يضع الجيش أمام مأزق كارثي.

وأكد التقرير أن بناء الجيش على سلاح الجو والاستخبارات والوحدات المختارة وحده لا يكفي، خصوصًا للحروب الحالية والمستقبلية، وأن تفكيك السلوك الحالي وإعادة بناء الجيش الإسرائيلي بقيادة جديدة هو الحل الوحيد لإنقاذ الجيش وضمان أمن الدولة.

مشاركة المقال: