السبت, 23 أغسطس 2025 06:21 PM

أزمة سكن خانقة في دير الزور: منازل مدمرة ومُعفشة وسكان يواجهون كارثة

أزمة سكن خانقة في دير الزور: منازل مدمرة ومُعفشة وسكان يواجهون كارثة

تعيش مدينة دير الزور أزمة سكنية حادة نتيجة سنوات الحرب الطويلة، حيث تتراوح الأضرار بين المنازل المدمرة بالكامل وتلك التي تعرضت للنهب المنظم ("التعفيش"). يعجز معظم السكان عن ترميم منازلهم بسبب التكاليف الباهظة.

البيوت معفشة والترميم يكلف آلاف الدولارات

منير بدر الحمد، أحد سكان دير الزور، وصف الوضع قائلاً: "تم سرقة الأبواب والشبابيك وأسلاك الكهرباء والتمديدات الصحية من نسبة كبيرة من المنازل. بل استخدم السارقون مواد كيميائية لنزع وسرقة البلاط والسيراميك." وأضاف: "البيوت لم تدمر بالقصف فقط، بل تم تفريغها من الداخل."

وأشار إلى أن ترميم المنزل "المُعفش" يتطلب ما لا يقل عن 8000 دولار أمريكي، وهو مبلغ يفوق قدرة معظم السكان. هذا الواقع يجبر العائلات على الاستقرار في منازل مهددة بالانهيار أو الانتقال إلى مناطق بعيدة والاستئجار بأسعار مرتفعة.

ودعا الحمد المنظمات الإنسانية والدولية إلى دعم أصحاب المنازل التي تم تعفيشها وتوفير المواد الأساسية للترميم أو تقديم منح ميسرة.

بلدية دير الزور: جهود إعادة التأهيل مستمرة

جاسم الكاظم، مسؤول الإعلام في بلدية دير الزور، ورئيس البلدية ماجد الحطاب، أوضحا أن التعاون مع المنظمات المحلية والدولية مستمر لدعم عمليات الإعمار وتوفير ظروف معيشية آمنة للسكان. وأشار الحطاب إلى أن الوضع السكني ينقسم إلى بيوت مدمرة بالكامل أو جزئياً وبيوت تعرضت للنهب المنظم.

وأشار إلى أن بعض الأهالي عادوا واستقروا في منازلهم المدمرة بعد إجراء ترميمات أولية، بينما اضطر آخرون إلى الاستئجار، ما أدى إلى تشتت الأحياء.

إحصائيات صادمة: آلاف الشقق المتضررة

قدمت البلدية بيانات مفصلة حول عدد الوحدات السكنية المتضررة في الأحياء الرئيسية، حيث بلغ إجمالي الشقق السكنية المتضررة 5870 شقة، موزعة على أحياء الحميدية، العمال، الجبيلة، الشيخ ياسين، المطار القديم، كنامات، العرفي، العرضي، الرصافة، الصناعة، الحويقة، خسارات، الموظفين، والجمعيات.

وأكد المسؤولان أن عدد الأحياء المتضررة يصل إلى 17 حياً، من بينها: الضاحية، الأغوات، كنامات، المنطقة الصناعية، الحويقة، الطحطوح، هرابش، طب هرابش، المطار القديم، الشيخ ياسين، غازي عياش، الرشدية، الجبيلة، القصور، الجورة، الموظفين، حي العمال، والحميدية. وتتراوح نسبة الأضرار بين 45% و70%.

تباين في عودة السكان

يُظهر الواقع السكاني تبايناً كبيراً في عودة الأهالي، حيث تعيش بعض الأحياء بـ 2% فقط من سكانها الأصليين، بينما تشهد مناطق أخرى عودة تفوق 80% إلى 90%، ويعود هذا التباين إلى مستوى الدمار، وتوفر الخدمات الأساسية، وقرب الحي من مراكز المدينة، ووجود مبادرات محلية أو دعم منظمات دولية.

بصيص أمل في ظل تحديات هائلة

رغم الصعوبات، تُبذل جهود متواصلة لإعادة تأهيل بعض المباني السكنية وتوفير مأوى مؤقت للعائدين. وتشمل هذه الجهود ترميم شبكات المياه والكهرباء وإزالة الأنقاض وتقديم مواد بناء مبسطة. لكن التحدي الأكبر يبقى في التمويل، حيث تتراوح تكلفة إعادة تأهيل وحدة سكنية واحدة بين 5000 و10000 دولار.

مشاركة المقال: