الإثنين, 25 أغسطس 2025 03:54 PM

غابة ضهر القصير في حمص: مزيج فريد من السياحة والاقتصاد والبيئة

غابة ضهر القصير في حمص: مزيج فريد من السياحة والاقتصاد والبيئة

تُعد غابة ضهر القصير، الواقعة في ريف حمص الغربي، موقعًا طبيعيًا متميزًا يجمع بين الجمال البيئي والفوائد الاقتصادية والمقومات السياحية، مما يجعلها وجهة حيوية لسكان المحافظة والزوار الباحثين عن الاستجمام في أحضان الطبيعة.

تمتد الغابة على مساحة 1500 هكتار على ارتفاع 1050 مترًا عن سطح البحر، وتتميز بتنوعها النباتي وكثافة أشجارها. تضم الغابة مجموعة واسعة من الأشجار، أبرزها الكستناء والصنوبر بنوعيه الثمري والبروتي، والسرو، والشوح، والأرز، بالإضافة إلى نباتات تنمو طبيعيًا مثل الزعرور والبلوط والسنديان.

القيمة البيئية والغرض الوقائي

أوضح المهندس قحطان غاله، رئيس موقع ضهر القصير الحراجي، أن الغابة أُنشئت قبل أكثر من 40 عامًا بهدف حماية التربة من الانجراف والتعرية. وأشار إلى أن أشجار الكستناء تشكل ما بين 30 إلى 35% من إجمالي مساحة الغابة، مؤكدًا أن حالتها الصحية جيدة بشكل عام، على الرغم من تعرضها سابقًا لمرض "لفحة الكستناء" نتيجة التغيرات المناخية.

وأضاف أن فرق الوقاية في مديرية الزراعة قامت بجولات بحثية ومعالجات بالمبيدات، إلا أن الانتشار الواسع للمرض وصعوبة تنفيذ الرش الجوي بسبب ضعف الإمكانات أدّيا إلى تراجع فعالية المكافحة.

جهود الحماية والمراقبة

وفيما يتعلق بالحفاظ على الغابة، أكد غاله أن دائرة الحراج تتولى حماية الموقع من التعديات عبر دوريات يومية ينفذها الخفراء الحراجيون لمنع قطع الأشجار والرعي الجائر. كما تعمل فرق التربة والتنمية على تنفيذ أعمال التقليم والتفريد، وإزالة الأشجار المريضة، إضافة إلى شق وترميم خطوط النار وتسهيل حركة صهاريج الإطفاء في حال حدوث حرائق.

تنوع بيولوجي ومقومات سياحية

تزخر الغابة بتنوع بيئي غني، إذ تحتضن طيورًا وحيوانات برية عدة مثل الغراب والشحرور وحمام الغابة، والثعلب والخنزير البري والنيص والضبع، ما يجعلها بيئة مثالية للتنوع الحيوي وجذب السياحة البيئية.

يقع موقع ضهر القصير على بعد 55 كيلومترًا من مدينة حمص، ويجاوره من الشرق أراضي فاحل وكفرام، ومن الغرب قريتا مقلس وحاصور، ومن الشمال برشين وبتيسة الجرد، ومن الجنوب بحور وعين الفوار.

قيمة اقتصادية مستدامة

تكتسب الغابة بعدًا اقتصاديًا مهمًا، ولا سيما في أشجار الكستناء التي يتم استخدام خشبها في مجالات البناء وصناعة الورق والسفن، إلى جانب كون ثمرة الكستناء غذاءً صحيًا متداولاً.

مشاركة المقال: