الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 07:27 PM

واشنطن تربط نزع سلاح حزب الله بتحركات لبنانية لتشجيع إسرائيل على خطوات مماثلة

واشنطن تربط نزع سلاح حزب الله بتحركات لبنانية لتشجيع إسرائيل على خطوات مماثلة

أكدت نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، مورغان اورتاغوس، من بيروت يوم الثلاثاء، أن واشنطن تنتظر من السلطات اللبنانية تنفيذ تعهداتها بنزع سلاح حزب الله، وذلك مع اقتراب انتهاء المهلة التي منحتها الحكومة للجيش لوضع خطة تطبيقية بهذا الشأن.

وكانت الحكومة اللبنانية قد كلفت الجيش في الخامس من آب/أغسطس بوضع خطة لتجريد حزب الله من سلاحه قبل نهاية الشهر الحالي، على أن يتم تطبيقها بنهاية العام، وهي خطوة رفضها الحزب على الفور.

وخلال مؤتمر صحفي عقب لقائها بالرئيس اللبناني جوزاف عون برفقة الموفد الأميركي توم باراك، صرحت أورتاغوس: "لقد تشجعنا كثيراً بالقرار التاريخي الذي اتخذته الحكومة قبل أسابيع، ولكن المرحلة الآن تتطلب أفعالاً لا أقوالاً فقط".

وأضافت: "نحن هنا لمساعدة الحكومة اللبنانية على المضي قدماً في هذا القرار التاريخي، والعمل مع شركائنا في إسرائيل خطوة بخطوة. ومع كل خطوة تتخذها الحكومة اللبنانية، سنشجع الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ الخطوة نفسها".

تأتي هذه التصريحات بعد يوم من وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قرار الحكومة اللبنانية بأنه "بالغ الأهمية".

وذكر بيان صادر عن مكتبه: "في حال اتخذ الجيش اللبناني الخطوات اللازمة لتنفيذ عملية نزع سلاح حزب الله، ستبادر إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات موازية"، تشمل "خفضاً تدريجياً لوجود الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع الآلية الأمنية التي تقودها الولايات المتحدة".

وكان لبنان ينتظر من الوفد الأميركي ردّاً إسرائيلياً على ورقة أميركية حول جدول وآلية نزع ترسانة حزب الله، تشمل أيضاً ترتيبات أمنية على الحدود وانسحاب إسرائيل من نقاط تتواجد فيها في جنوب لبنان.

وقال باراك للصحافيين في القصر الرئاسي: "سبب عدم تمكنهم من الرد بشكل محدد هو أننا لم نزودهم التفاصيل بعد".

وأوضح أن الحكومة اللبنانية، مع انتهاء المهلة الممنوحة للجيش نهاية الشهر الحالي، ستقول: "هذا هو المقترح بشأن نيتنا نزع سلاح حزب الله"، مضيفاً أن الإسرائيليين "عندما سيرون ذلك، سيقدمون اقتراحاً مضاداً يوضح ما سيفعلونه بشأن الانسحابات والضمانات الأمنية على حدودهم".

واعتبر باراك أن ما أدلت به إسرائيل حتى اللحظة "تاريخي"، مع تأكيدها "نحن لا نريد احتلال لبنان، ونحن سعيدون بالانسحاب" من الجنوب، و"سنلبي توقعات الانسحاب هذه بخطتنا، بمجرد أن نرى الخطة الفعلية لنزع سلاح حزب الله".

وكان حزب الله قد استبق وصول الوفد الأميركي إلى بيروت بتجديد رفضه تسليم سلاحه. وقال أمينه العام نعيم قاسم الإثنين: "فليكن معلوماً لديكم، السلاح الذي أعزّنا لن نتخلى عنه"، مضيفاً: "من أراد أن ينزع هذا السلاح يعني أنه يريد أن ينزع الروح منا".

وجاء قرار الحكومة بتجريد الحزب من سلاحه تحت ضغوط أميركية، وبعد تغيّر موازين القوى في الداخل، بعدما خرج حزب الله المدعوم من طهران ضعيفاً من مواجهته الأخيرة مع إسرائيل التي قتلت أبرز قادته ودمّرت جزءاً كبيراً من ترسانته.

وأتى ذلك تطبيقاً لوقف إطلاق النار الذي نص على ابتعاد حزب الله عن الحدود وحصر السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية وانسحاب إسرائيل من نقاط توغّلت إليها خلال النزاع.

لكن الدولة العبرية أبقت قواتها في خمس مرتفعات استراتيجية، وتواصل شنّ ضربات بشكل شبه يومي على مناطق مختلفة في لبنان مشيرة إلى أنها تستهدف مستودعات أسلحة لحزب الله وقياديين فيه.

ورداً على سؤال حول معلومات نقلها موقع أكسيوس الأميركي الأسبوع الماضي عن خطة أميركية لإنشاء منطقة اقتصادية في جنوب لبنان، قال باراك: "عندما نقول نزع سلاح حزب الله، لدينا 40 ألف شخص تدفع لهم إيران من أجل القتال"، متسائلاً: "ماذا ستفعلون بهم؟ تريدون أن تأخذوا أسلحتهم وتقولوا لهم +بالمناسبة، حظاً سعيداً، اذهبوا وازرعوا المزيد من أشجار الزيتون+ هذا مستحيل، أليس كذلك؟ علينا مساعدتهم".

وتابع: "طريقة مساعدتهم هي أن نقول: نحن جميعاً، الخليج والولايات المتحدة واللبنانيون، سنعمل معاً لإنشاء منتدى اقتصادي يوفر سبل عيش".

مشاركة المقال: