الإثنين, 1 سبتمبر 2025 05:22 AM

داريا تحيي ذكرى ضحايا الاختفاء القسري بجدارية تخلد أسماء المفقودين

داريا تحيي ذكرى ضحايا الاختفاء القسري بجدارية تخلد أسماء المفقودين

أحيت الهيئة الوطنية للمفقودين بالتعاون مع الإدارة المدنية في داريا، اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، الموافق 30 آب. وشهدت الفعالية حضور رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين، محمد رضا جلخي، وعضو الفريق الاستشاري، آمنة خولاني، ابنة مدينة داريا، التي قدمت الفعالية وضيوفها، بالإضافة إلى أعضاء آخرين من الهيئة.

تحدثت خولاني عن آلام ذوي المفقودين في هذا اليوم، مشيرة إلى اختيار داريا لإحياء هذه الذكرى، من خلال جدارية تضم آلاف السوريين المفقودين في مقبرة "الشهداء" بالمدينة.

كما شارك في الفعالية وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد صالح، ورئيس الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية، عبد الباسط عبد اللطيف، ورئيس منظمة الهلال الأحمر، حازم بقلة، وعميد كلية الإعلام في جامعة دمشق، خالد زعرور، إضافة إلى ممثلين عن وسائل إعلام عربية وأجنبية.

استذكرت الفعالية، التي أقيمت في مقبرة الشهداء، مجزرة داريا التي راح ضحيتها قرابة 700 شخص على يد قوات النظام السوري السابق. وشنت قوات النظام السوري حملة عسكرية على المدينة استمرت أيامًا، تخللها قصف وعمليات إعدام ميداني داخل البيوت وفي الشوارع، وذلك في الفترة من 20 إلى 25 آب 2012.

بدأت الفعالية بأغاني الثورة وبحضور عدد كبير من أهالي المدينة. وشهدت الفعالية أيضًا حديثًا لأمهات مفقودين مع رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين، رضا جلخي، حيث طالبن بالكشف عن مصير أبنائهن، ومحاسبة المسؤول عن إخفائهم وقتلهم وتقديمه للعدالة. ووفق فريق التوثيق في داريا، فإن 100 شخص اعتُبروا في عداد المفقودين، بينما اُعتقل 264 آخرون خلال المجزرة، لم يُفرج سوى عن 58 منهم، فيما قتل الباقون تحت التعذيب أو غيبوا قسريًا في سجون النظام.

قال رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين، محمد رضا جلخي، في كلمته خلال الفعالية، مخاطبًا ذوي الضحايا، "إن ألمكم ألمنا، وأملكم أملنا، ومطلبكم بالحقيقة هو رسالتنا". وأضاف أن هذا اليوم هو لحظة لمواجهة أكبر انتهاكات حقوق الإنسان والمجتمع، والاعتراف بالمختفين والوقوف إلى جانب عائلاتهم، وتجديد الالتزام بالحق العالمي في الحقيقة والعدالة.

من جانبه، قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، إن من حق العائلات أن تعرف مصير أبنائها المفقودين، أو على الأقل أن يكون لهم قبور حتى يستطيع ذووهم زيارتها. وأشار الصالح إلى أن هناك تباطؤًا من مؤسسات الأمم المتحدة بهذا المجال، معربًا عن أمله في أن يكون تشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين بداية لإنجاز خطوات سريعة للكشف عن مصير المفقودين وعشرات المقابر الجماعية.

وقال رئيس منظمة الهلال الأحمر السوري، حازم بقلة، إن ملف المفقودين لدى الهلال الأحمر كبير، حيث إن هناك قرابة 66 قتيلًا من كوادر الهلال خلال الثورة، إضافة إلى 20 مفقودًا جرت تصفيتهم بالمعتقلات، حيث بدأت المنظمة بفتح ملفات المفقودين من كوادرها، آملًا الوصول لمعلومات بشأنهم.

بينما تشير تقديرات منظمات المجتمع المدني إلى أن هناك قرابة 100 ألف مفقود في سوريا، وبينما تشير تقديرات الهيئة الوطنية للمفقودين في سوريا، بأن أعداد المفقودين، تتراوح بين 120 و300 ألف شخص، مع احتمال تجاوز هذه الأرقام بسبب صعوبة الحصر، وفق ما أفاد به رئيس الهيئة محمد رضا جلخي في وقت سابق.

لم تبدأ الهيئة الوطنية بعد بتوثيق أعداد المفقودين السوريين، بحسب مستشارتها الإعلامية زينة شهلا، التي قالت إن الهيئة تعتمد على بيانات موجودة في روابط ومنظمات مختلفة، حيث تعطي تقديرات مبدئية، وهذه التقديرات بأعداد المفقودين قد تكون مرشحة للزيادة، لأن الكثير من العائلات لم تبلغ عن مفقوديها لأسباب أمنية وسياسية واجتماعية.

مشاركة المقال: