الإثنين, 1 سبتمبر 2025 09:46 AM

جدل الصفقات يسيطر على الدوري السوري: تغييرات واسعة وضوابط جديدة تثير الانقسام

جدل الصفقات يسيطر على الدوري السوري: تغييرات واسعة وضوابط جديدة تثير الانقسام

تشهد سوق الانتقالات في الدوري السوري تحولات كبيرة استعدادًا لموسم 2025-2026، حيث قامت بعض الأندية بتغييرات جذرية في تشكيلاتها، وفقًا للمحلل الرياضي هاني عنطوز. وأوضح أن بعض الصفقات تمت بناءً على تقييم دقيق لأداء اللاعبين، بينما أثارت صفقات أخرى انتقادات بسبب غياب استراتيجية واضحة، وتأثير السماسرة الذين يروجون للاعبين غير المؤهلين.

وقد بدأ الاتحاد السوري لكرة القدم في تنظيم سوق الانتقالات الصيفية (الميركاتو) من خلال فرض قيود جديدة، بما في ذلك تحديد عدد اللاعبين المسجلين بـ 32 لاعبًا كحد أقصى، وإلزام الأندية بوجود عشرة لاعبين تحت 23 عامًا في كل قائمة، ومشاركة اثنين منهم كأساسيين في كل مباراة. كما سمح الاتحاد بعودة التعاقد مع اللاعبين الأجانب (ثلاثة كحد أقصى لكل نادٍ، باستثناء حراس المرمى)، وألزم كل نادٍ بتقديم ضمان مالي يمثل ثلث قيمة العقد أو راتب ثلاثة أشهر لضمان دفع المستحقات.

أثارت هذه الإجراءات انقسامًا في الأوساط الكروية، حيث اعتبرها البعض ضمانًا للاستقرار، بينما رأى فيها آخرون عبئًا إضافيًا على الأندية المتعثرة.

التعاقدات داخل الأندية

أجرت بعض الأندية تغييرات هيكلية شاملة في فرقها من خلال صفقات مدروسة، بينما أثارت صفقات أخرى جدلاً بسبب غياب الرؤية والاستراتيجية، وتأثير السماسرة، بحسب المحلل هاني عنطوز. ومن بين هذه التعاقدات:

  • الكرامة: ضم أمين رحال، محمد قوجة علي، عبد الرحمن معسوس، محمود النايف.
  • الوثبة: جهاز فني بقيادة المدرب هيثم جطل، الحارسان أحمد مدنية وأحمد الشيخ، ولاعبون مثل محمد مالطا، مارديك ماردكيان، أدهم غندور، عبد الرزاق البستاني.
  • الوحدة: مصطفى جنيد، كوران خلو، هثيم اللوز، ضياء محمد.
  • الفتوة: مصطفى سال، لؤي الشريف.
  • الطليعة: سامر خانكان، إينوسنت جيمس آنوست، محمد حديد.
  • أمية: تعاقد مع المدرب المغربي عبيسي إدريس.

في المقابل، أعلن نادي الفتوة رسميًا عن تعاقداته لموسم 2025-2026، بضم المدرب الوطني فجر إبراهيم الذي سيتولى تطوير الفئات العمرية، بالإضافة إلى لاعبين مثل عدي جفال، علي بعاج، محمد نور خميس، محمد حسان الخلف، بهدف صقل المواهب الشابة ودمج الخبرة المحلية.

المغتربون.. ضرورة أم عبء؟

أشار عنطوز إلى الأندية التي تعتمد على المواهب المحلية مثل الكرامة (عبد الرحمن عرجة، مهند الفاضل، محمد تدمري، ومحمد سراقبي)، والوثبة (محمد المصطفى)، والحرية وغيرها، مؤكدًا أن هذه الأندية تبني مستقبلًا محليًا واعدًا، على الرغم من المحسوبيات التي تعيق انتشار هذه المواهب في الفئات العمرية.

ويرى عنطوز أن الاحتراف تحول إلى لعنة بسبب المطالب المالية المرتفعة التي تصل إلى نحو 30 ألف دولار، مما يجعل الاعتماد على المواهب المحلية أكثر استدامة من استقدام المغتربين.

بالمقابل، يرى المحلل الرياضي حسين مصطفى أن المغتربين ضروريون لتحسين مستوى المنتخب والنتائج الخارجية، مؤكدًا أن الأرقام والإحصائيات الخارجية للاعبين خير دليل على قيمتهم الفنية، وأن العقبة الحقيقية تكمن في عدم توفر الأموال لاستقدام محترفين من أمريكا الجنوبية، بالإضافة إلى تراجع جودة الدوري المحلي.

الفرصة الآسيوية والجاهزية للموسم المحلي

حدد الاتحاد السوري لكرة القدم آلية مشاركة الفرق السورية في مسابقة "كأس التحدي" التابعة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم لموسم 2025-2026. ويشترط الترخيص الآسيوي استكمال الالتزامات المالية ودقة البيانات المقدمة. وقد حصلت خمسة أندية سورية على هذا الترخيص حتى الآن: الوحدة، الكرامة، حطين، الفتوة، الوثبة، على أن يشارك منها اثنان بعد تحديدهما بناءً على ترتيب الدوري.

وأوضح هاني عنطوز أن موسم 2025-2026 سيشهد متابعة دقيقة لأداء اللاعبين الشباب في الدوري، مشيرًا إلى أن بعض الأندية بدأت بالفعل بتجريبهم في المباريات الودية استعدادًا لانطلاق الدوري. كما أشار حسين مصطفى إلى أن متابعة الأداء الفني للمحترفين السوريين المغتربين ستبقى ضمن أولويات الاتحاد قبل المباريات الرسمية، خاصة مع استعداد المنتخب لمباريات ودية قريبة تهدف لاختبار جاهزية اللاعبين قبل انطلاق التصفيات.

مشاركة المقال: