أكد صالح مسلم، عضو هيئة الرئاسة في "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD) وأحد مؤسسي "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا، أن العلويين والدروز وبقية الأقليات في سوريا يؤيدون اللامركزية التي يدعو إليها الأكراد، معتبرًا أن "سوريا لامركزية ذات حكم ذاتي محلي هي الأفضل للعيش معًا بسلام في بلد واحد".
وفي مقابلة مع موقع حزب "Green Left" الكردي في تركيا، والتي أجريت في 28 آب الماضي ونشرت في 1 أيلول، صرح مسلم بوجود هجمات صغيرة ولكنها تزداد عدوانية على مواقع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شرق حلب ودير الزور، من قبل ما وصفها بـ"الميليشيات المتحالفة مع الحكومة السورية المؤقتة" وبقايا تنظيم "الدولة"، مشيرًا إلى أنهم يحاولون خرق اتفاق 10 آذار، ومؤكدًا على ضرورة الدفاع عن مناطقهم.
وأوضح القيادي في "حزب الاتحاد الديمقراطي" أن الحكومة الانتقالية السورية بقيادة أحمد الشرع تنسحب من عملية توحيد البلاد التي وافقت عليها في وقت سابق من العام الحالي، كما انسحبت من المحادثات مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي كان من المقرر عقدها في باريس، بحجة عقد مؤتمر "وحدة المكونات" في مدينة الحسكة في 8 آب الماضي.
ووصف مسلم ما تقوله دمشق بأنه "مجرد ذريعة" للتنصل من بنود الاتفاق الموقع في 10 آذار الماضي، مضيفًا أنهم يحاولون الانسحاب من هذا الاتفاق تحت ضغط تركيا.
وكان الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وقائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) قد توصلا في 10 آذار الماضي إلى اتفاق يقضي بدمج "قسد" في مؤسسات الدولة السورية، مع ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة على أساس الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية.
وأعرب مسلم عن استغرابه من عدم ترحيب الحكومة بمؤتمر "وحدة المكونات"، معتبرًا أنه كان من المفترض أن "يفرحوا" بانعقاده، لأنه "مؤتمر تتفق فيه جميع هذه المكونات على العيش معًا في سوريا موحدة وديمقراطية، لكن بدلًا من ذلك، اتخذوه ذريعة لإلغاء محادثات باريس".
يذكر أن مؤتمر "وحدة الموقف لمكونات شمال شرقي سوريا" قد عقد في 8 آب الماضي في المركز الثقافي بمدينة الحسكة، بمشاركة أكثر من 400 شخصية سياسية ودينية ووجهاء عشائر من مختلف المناطق السورية، بالإضافة إلى ممثلين عن "الإدارة الذاتية"، وبمشاركة افتراضية من الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، حكمت الهجري، ورئيس "المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر"، غزال غزال.
وفيما يتعلق بأحداث السويداء، أوضح مسلم أن الهجمات العنيفة التي شنتها ما وصفها بـ"الميليشيات الجهادية" المتحالفة مع الحكومة السورية على المجتمعات ذات الأغلبية الدرزية في السويداء في جنوبي سوريا منذ تموز الماضي، أدت إلى تحطيم ثقة الأقليات الدينية والعرقية في قدرة تلك الحكومة على توحيد البلاد سلميًا.
واعتبر مسلم أن ما يجري في السويداء دليل على أن النظام السوري الحالي لا يقبل بدولة ديمقراطية تضم جميع مكونات المجتمع السوري، مشيرًا إلى أنه لا يقبل بأي أيديولوجيا أو دين سوى "الإسلام الجهادي"، مضيفًا أن "ما بنيناه في (روج آفا) يمكن أن يكون نموذجًا لكل سوريا".
وأشار إلى أن الحكومة السورية ستمضي قدمًا في انتخابات وصفها بـ"الصورية" لمجلس الشعب في أيلول الحالي، مع استبعاد السويداء والمناطق التي تسيطر عليها "قسد" من هذه الانتخابات، مؤكدًا على أنها لن تكون مباشرة في حال إجرائها.
وانتقد مسلم جميع الخطوات التي اتُخذت منذ سقوط النظام السابق، معتبرًا أنها تناقضت مع أهداف الثورة السورية التي دعت إلى العدالة والديمقراطية والمساواة والحرية لجميع مكونات الشعب السوري، مؤكدًا أن السوريين ضحوا من أجل حقوق المواطنة الحقة، وفي مقدمتها الحق في الترشح والانتخابات الحرة والنزيهة، ومع ذلك، نرى التاريخ يكرر نفسه.
واختتم مسلم بالإشارة إلى أن ما يُصوَّر على أنه انتخابات ليس سوى خطوة شكلية لا تُلبي متطلبات الحل السياسي الشامل الذي يحتاجه السوريون، مذكراً ببيان "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا، الصادر في 24 آب الماضي، والذي رفض الانتخابات البرلمانية في البلاد، معتبرًا أنها "خطوة شكلية لا تمت للديمقراطية بصلة، ولا تعبّر عن إرادة السوريين بأي شكل من الأشكال".