تُعد الحرب العالمية الثانية، التي بدأت في أوروبا في 1 سبتمبر 1939 وانتهت في 2 سبتمبر 1945، بينما بدأت في آسيا في 7 يوليو 1937 بغزو اليابان للصين، أكبر صراع عسكري في التاريخ.
استمرت هذه الحرب ست سنوات تقريبًا، وشاركت فيها 61 دولة يبلغ مجموع سكانها 1.7 مليار نسمة. وشهدت العمليات العسكرية أراضي 40 دولة وامتدت إلى البحار والمحيطات.
بلغ عدد أفراد القوات المسلحة المشاركة في هذه الحرب 110 ملايين عسكري، وتأثر بها حوالي 80 بالمئة من سكان العالم. وراح ضحيتها ما بين 70 إلى 80 مليون شخص، أي حوالي 3 بالمئة من سكان العالم في ذلك الوقت، وكانت أعلى الخسائر في الاتحاد السوفيتي والصين. ولأول مرة في التاريخ، فاق عدد المدنيين القتلى عدد العسكريين بسبب القصف العشوائي والمجازر والمجاعات والأمراض.
تمثل المسرح الوحشي للحرب العالمية الثانية في الغزو الألماني النازي للاتحاد السوفيتي، المعروف بالجبهة الشرقية، والأهوال التي جرت بين عامي 1941 و 1945. كان هذا الغزو مدمرًا ورهيبًا.
اتسم القتال على مختلف الجبهات بالوحشية الشديدة والتجاهل الكامل لقيمة الحياة البشرية وقوانين الحرب. ويقدر عدد القتلى من العسكريين بحوالي 5 ملايين جندي ألماني، بالإضافة إلى القتلى في صفوف قوات دول المحور الأخرى، بينما يقدر القتلى في صفوف الجيش الأحمر السوفيتي ما بين 10 إلى 11 مليون جندي.
بالإضافة إلى ذلك، يُقدر عدد المدنيين السوفييت الذين قتلوا في هذه الحرب ما بين 15 إلى 20 مليون شخص، بسبب أساليب التجويع والقصف العشوائي وانتشار الأمراض، كما حدث في حصار لينينغراد.
من بين أهوال الحرب العالمية الثانية كانت معركة ستالينغراد في الاتحاد السوفيتي عامي 1942 و 1943، الأعنف والأكثر وحشية. جرى القتال العنيف داخل المدينة وخلف خسائر بشرية فادحة.
كانت معركة ستالينغراد بمثابة نقطة تحول على الجبهة الشرقية، حيث تمكن السوفييت من وقف التقدم الألماني النازي في عمق الأراضي السوفيتية، ومنها بدأ التراجع البطيء الذي أفضى في النهاية إلى طرد النازيين من أوروبا الشرقية.
أراد أدولف هتلر الاستيلاء على مدينة ستالينغراد باعتبارها نقطة استراتيجية لضمان الوصول إلى حقول النفط في منطقة القوقاز، وكانت تتمتع بأهمية رمزية لحملها اسم الزعيم السوفيتي ستالين.
حوّل السوفييت المدينة إلى قلعة حصينة، واستخدموا تكتيكات "المعانقة" المتمثلة في الاقتراب من الخطوط الألمانية بأكبر قدر ممكن لتحييد فعالية الضربات الجوية الألمانية.
بلغت ضراوة القتال في ستالينغراد حدودًا لا يمكن تصورها، وجرى القتال في كل شارع وكل بيت. وزاد الشتاء القارس من ظروف الحرب القاسية، ما أجبر الجنود الألمان على التجميد بين الأنقاض من دون إمدادات كافية.
في النهاية، تمكنت القوات السوفيتية بعملية "أورانوس" من كسر شوكة الجيش الألماني السادس وقطع إمداداته وحصاره. وبعد شهور من الجوع والإنهاك، استسلمت القوات الألمانية في فبراير 1943.
كانت الهزيمة الساحقة التي مُنيت بها القوات النازية الألمانية في ستالينغراد أول هزيمة كبيرة، وغيرت مسار الحرب على الجبهة الشرقية، وكانت بداية نهاية ألمانيا النازية.
تمثل الجانب المرعب الآخر في الحرب العالمية الثانية في إلقاء الولايات المتحدة قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي يومي 6 و 9 أغسطس 1945. قُتل على الفور حوالي 80 ألف شخص في هيروشيما وحوالي 75 ألف شخص في ناغازاكي، وفي الأشهر التالية قتل عشرات الآلاف بتأثير الإشعاعات والحروق والإصابات.
ترك التفجيران النوويان ندوبًا دائمة بتأثير السرطان والعيوب الخلقية والصدمات النفسية على من نجى. وتغير العالم بعد ذلك، وارتفعت منذ ذلك الوقت ظلال قاتمة لخطر الإبادة الشاملة.
المصدر: RT