وقع اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد والدكتور نصرالدين العبيد مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» اتفاقية مشتركة تهدف إلى تنفيذ مشروع لمكافحة التصحر وتثبيت الكثبان الرملية في واحة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد. كما تضمنت الاتفاقية إطلاق مبادرة لتنفيذ ثلاثة مشروعات تركز على زراعة الصبار والدراجون فروت، بالإضافة إلى تحسين سلالات الماعز والأغنام في المحافظة.
جرى التوقيع بحضور الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، والدكتور سيد خليفة مدير مكتب «أكساد» ونقيب الزراعيين، والدكتور أيهم الحمصي مدير إدارة الاقتصاد بمنظمة «أكساد»، والدكتور مجد المرسي مدير الزراعة بمحافظة الوادي الجديد، وخبراء «أكساد» بالقاهرة، والدكتور حسام فرج منسق مشاريع أكساد.
أوضح محافظ الوادي الجديد في تصريحات صحفية أن المشروعات التنموية الثلاثة تهدف إلى زراعة الصبار الأملس والدراجون فروت، وإجراء التحسين الوراثي لقطعان الماعز والأغنام في الوادي الجديد بالتعاون مع مركز «أكساد». وأشار إلى أن هذه المشروعات تهدف إلى التكيف مع التغيرات المناخية، ورفع كفاءة استخدام الموارد المائية، وتحقيق أعلى عائد ممكن لصالح الأسر في المحافظة.
وأضاف المحافظ أنه سيتم الاستفادة من مشروعات زراعة الصبار الأملس في إقامة صناعات مرتبطة بها، مثل إنتاج الزيوت ذات القيمة التصديرية العالية، وتوفير الأعلاف الجافة ذات القيمة الغذائية المرتفعة بنسبة تصل إلى 70%. وأكد على أهمية القيمة المضافة لهذه المشروعات، سواء في إنتاج الزيوت أو اللحوم والألبان. كما أشار إلى نجاح مشروعات الدراجون فروت في تحقيق عائد كبير للمزارعين وسهولة تسويقه.
أكد «الزملوط» على الأهمية المتعددة لزراعة الصبار الأملس على المستويات الزراعية والاقتصادية والبيئية والغذائية، مشيراً إلى أهميته الاقتصادية كفاكهة صيفية مطلوبة محلياً ودولياً، واستخدامه في إنتاج العصائر والمربى والحلويات، بالإضافة إلى الزيوت المستخلصة من البذور ذات القيمة العالية في مستحضرات التجميل. وأضاف أن هذه المشروعات تساهم في خلق فرص عمل من خلال زراعته وجمع ثماره وتصنيع منتجاته.
من جانبه، صرح الدكتور نصرالدين العبيد بأن المشروعات الثلاثة تخدم التنمية وتحقق زيادة في الصادرات وتخفف من التهديدات البيئية. وأوضح أن مشروع زراعة الصبار الأملس يأتي نظراً لأهميته في إنتاج الأعلاف، وتحمله للمناخ، وغناه بالماء والسكريات للحيوانات، ومقاومته للظروف القاسية، مما يجعله مناسباً للأراضي الصحراوية وشبه الجافة في محافظة الوادي الجديد. كما أشار إلى دوره في مكافحة التصحر من خلال تثبيت التربة والحد من الانجراف وتقليل استهلاك المياه.
وأضاف «العبيد» أن «أكساد» تستهدف أيضاً رفع كفاءة المهندسين الزراعيين والمزارعين والمربين، والاستفادة من زراعة الصبار في تصنيع زيت بذور التين الشوكي، وهو من أغلى الزيوت الطبيعية المستخدمة في منتجات التجميل والعناية بالبشرة. وأشار إلى أن المشروع الثاني لزراعة الدراجون فروت يأتي لقيمته الاقتصادية المرتفعة وسهولة تسويقه. أما المشروع الثالث، فيهدف إلى تربية الماعز الدمشقي، وهي من أفضل سلالات الماعز في العالم لإنتاج الحليب.
أشاد مدير عام «أكساد» بدور محافظة الوادي الجديد في أن تكون نموذجاً رئيسياً للتحسين الوراثي للأغنام والماعز في مصر، وخاصة الغنم العواس أو النعيمي، نظراً لتميزها بإنتاج اللحوم وتحمل الجفاف والظروف الصحراوية والاستفادة من المراعي الطبيعية الفقيرة.
وأكد «العبيد» أن تنفيذ المشروعات الثلاثة يأتي تأكيداً لدور المحافظة في تنفيذ مشروعات عملاقة في مجال الأمن الغذائي والحد من مخاطر زحف الرمال والكثبان الرملية، وحماية المشروعات الزراعية، مشيراً إلى أهمية الزراعة في حياة سكان المناطق الصحراوية والواحات بالمحافظة، والحاجة المستمرة إلى زيادة الإنتاج وتحسين نوعيته بشقيه النباتي والحيواني، خاصة أن المحافظة تعد من أكبر المحافظات من حيث المساحة.
وأشار «العبيد» إلى أن المشروع يعمل على الاستفادة من مشروعات «أكساد» في الحفاظ على الزراعات المتميزة في محافظة الوادي الجديد وتوفير فرص العمل، وتيسير سبل العيش، من خلال زراعات نخيل التمور، والزيتون، والبرتقال، والقمح، والمشمش، والمانجا، والبرسيم الحجازي، والنباتات البرية ونباتات المراعي، وصيانة النظام البيئي للأراضي الزراعية بالمحافظة.
وأكد مدير «أكساد» أن المشروع يستهدف المساهمة في تطوير القطاع الزراعي بمختلف الواحات في المحافظة، ومعالجة الآثار المترتبة على التصحر وحركة الكثبان الرملية، وتأهيل الكوادر الفنية لتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية وحيوية لقطاع الزراعة في المحافظة.
أخبار سوريا الوطن١