يتطلع تركمان منطقة "باير بوجاق" في محافظة اللاذقية، شمال غربي سوريا، إلى إعادة إعمار قراهم واستصلاح أراضيهم بعد 14 عامًا من الغياب القسري، نتيجة للنزوح الذي سببته ممارسات نظام البعث المخلوع.
بدأت موجة النزوح من المنطقة مع بداية الثورة السورية في عام 2011، حيث دفع السكان ثمنًا غاليًا لمعارضتهم نظام بشار الأسد، تجسد في القصف والتدمير والتهجير والسجن.
ومنذ سقوط النظام في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بدأ التركمان تدريجيًا في العودة إلى مناطقهم، سواء من تركيا التي لجأوا إليها أو من مناطق سورية أخرى نزحوا إليها هربًا من هجمات قوات الأسد والميليشيات الإيرانية والروسية المتحالفة مع النظام المخلوع.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة مثل غياب الأمن النسبي وانعدام الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه، يواصل تركمان "باير بوجاق" جهودهم لإعادة بناء قراهم واستعادة أراضيهم الزراعية التي تضررت أيضًا.
وقال حسين قرة بجق، أحد سكان المنطقة، في حديث لوكالة الأناضول، إنه اضطر قبل حوالي 14 عامًا إلى إرسال عائلته إلى تركيا بسبب تصعيد النظام المخلوع لهجماته على المنطقة. وأشار إلى أن تركمان المنطقة عانوا، مثلهم مثل بقية أطياف المجتمع السوري، من الظلم والاضطهاد، مضيفًا: "كنا نحاسب على مجرد كلمة، ونتعرض لشتى أنواع التنكيل".
وأشار إلى أنه على الرغم من تفاؤله بأجواء الحرية بعد سقوط النظام، فإن هذا التفاؤل يتضاءل عند رؤية حجم الدمار والخراب الذي خلفه نظام الأسد.
وفيما يتعلق بأبرز التحديات، أوضح أن غياب الأمن يأتي في المقدمة، مشيرًا إلى أن المنطقة تفتقر إلى المراكز الأمنية التي تحميها من حالات النهب والسرقة، ودعا السلطات السورية إلى إنشاء مركز أمني في "باير بوجاق".
أما فيما يتعلق بالخدمات، فأكد أن السكان يجلبون المياه من مسافات بعيدة، ويعتمدون على مصادر طاقة بديلة لتعويض غياب الكهرباء.
وأعرب قرة بجق عن شكره لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان على الدعم المقدم للسوريين، مناشدًا أنقرة مواصلة الدعم لإعادة إعمار المنطقة وتأمين عودة سكانها بزخم أكبر.
وأشار إلى أن "باير بوجاق"، التي تضم 27 قرية كبيرة، تشهد انخفاضًا ملحوظًا في عدد سكانها بسبب النزوح واللجوء، وامتناع البعض عن العودة بسبب غياب الأمن والخدمات.
من جانبه، قال سمير أقجة، من سكان قرية الدرة التابعة لمنطقة باير بوجاق، إنه عاد إلى قريته بعد 10 أيام فقط من سقوط النظام، لكنه صدم من حجم الدمار. وأوضح أن القصف الذي نفذه نظام الأسد وحلفاؤه من الميليشيات الإيرانية والروسية، طال المنازل والأراضي الزراعية والأشجار المثمرة، التي تعد المصدر الرئيسي لدخل السكان.
وأضاف أن غياب الإمكانات والآلات الزراعية يعيق استصلاح الأراضي، مناشدًا "الجميع، وتركيا على وجه الخصوص، بتقديم الدعم لإعادة إعمار مناطقنا وإصلاح أراضينا". (ANADOLU)