وزير الأوقاف السوري الأسبق يثير الجدل بخطاب جديد يدعو للتسامح بعد سقوط النظام: هل هي مراجعة أم تكتيك جديد؟


هذا الخبر بعنوان "بعد سقوط النظام.. وزير أوقاف سابق يخرج بخطاب جديد يثير التساؤلات" نشر أولاً على موقع Alsoury Net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٥ نيسان ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في تحول لافت بعد سقوط النظام السابق، ظهر وزير الأوقاف السوري الأسبق محمد عبد الستار السيد في مقطع مصوّر يدعو فيه إلى "مرحلة جديدة من التسامح والسلم الأهلي"، داعيًا رجال الدين والمؤسسات الدينية إلى التعاون مع الدولة السورية في مرحلتها الانتقالية. السيد، الذي عُرف سابقًا بخطاباته المساندة للسلطة خلال سنوات الأزمة، كان قد استغل منصبه الوزاري منذ عام 2007 لترسيخ الرواية الرسمية للنظام السابق، مكرسًا المنابر الدينية لتبرير السياسات الأمنية والعسكرية.
لطالما ربط السيد بين الدين والسياسة، واعتبر وزارته "رديفًا للجيش" في أكثر من مناسبة. وكانت خطبه مثالًا على تسخير الخطاب الديني لخدمة مشروع النظام، حتى أنه شبّه رأس النظام السابق بالخلفاء الراشدين في خطب علنية مثيرة للجدل.
تمكن السيد خلال سنوات وجوده في الوزارة من توسيع صلاحياته بإلغاء منصب المفتي العام وتولي صلاحياته ضمن "المجلس العلمي الفقهي"، كما شُهد له صراع معلن مع المفتي السابق أحمد حسون، انتهى بإقصاء الأخير بعد جدل ديني واسع.
ساهم السيد في تعزيز التعاون مع مؤسسات دينية إيرانية، وأطلق مشاريع تعليمية مشتركة، ما أثار انتقادات واسعة داخل الأوساط الدينية في سوريا، خاصةً مع تزايد الاتهامات له بتمكين نفوذ غير سوري في الشؤون الدينية الرسمية.
بحسب تقارير، سعى الوزير السابق إلى تمهيد الطريق لابنه عبد الله ليتولى مناصب حساسة داخل الوزارة، أبرزها إدارة أوقاف طرطوس، وعضويته في لجنة مناقشة الدستور. لكن انهيار النظام السابق قطع الطريق أمام هذا المشروع العائلي.
رغم تمسّكه بخطاب موجه داخليًا، شارك السيد في زيارات رسمية إلى عدد من العواصم، أبرزها طهران وموسكو والقاهرة، في محاولات لإظهار دور وزارة الأوقاف كمؤسسة معتدلة ومحاربة للتطرف، رغم استخدامها سابقًا كأداة دعائية للنظام.
ظهور الوزير السابق بخطاب تسامح بعد عقود من التبرير العلني للسلطة، يعكس مرحلة جديدة من التحوّلات في سوريا، قد تحمل في طيّاتها مراجعات مؤسساتية وشخصية، لكنها تثير تساؤلات جدّية عن حدود التغيير ومصداقيته.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة