الثلاثاء, 9 سبتمبر 2025 04:37 PM

لقاء سوري إسرائيلي مرتقب: هل يتجاوز الاتفاق الأمني إلى تسوية سياسية شاملة؟

لقاء سوري إسرائيلي مرتقب: هل يتجاوز الاتفاق الأمني إلى تسوية سياسية شاملة؟

تتجه الأنظار نحو اللقاء الإسرائيلي السوري الجديد هذا الأسبوع، والذي من المتوقع أن يجمع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ووزير الخارجية أسعد الشيباني. تأتي هذه الاجتماعات المتواصلة برعاية أمريكية بهدف التوصل إلى اتفاق بين تل أبيب ودمشق.

بينما تشير التقارير إلى تفاهمات محتملة لتهدئة التوتر في الجنوب السوري، لا تزال تفاصيل المباحثات وأهدافها وشكل الاتفاق النهائي غير معلنة.

يشهد الجنوب فترة هدوء نسبي وحذر منذ أحداث السويداء الأخيرة وما تلاها من هجمات إسرائيلية على القصر الرئاسي السوري وهيئة الأركان في دمشق. وقد عزز هذا الهدوء اللقاء الأخير بين الشيباني وديرمر، بحضور المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم براك، حيث تم الاتفاق على "وحدة الأراضي السورية" وما تحمله هذه العبارة من دلالات.

الوضع الأمني في الجنوب يشهد تحولات منذ سقوط نظام بشار الأسد، وهو في طور إعادة التشكيل. وكانت إسرائيل قد وضعت خطوطًا حمراء بقصفها لأرتال وزارة الدفاع السورية المتجهة نحو الجنوب، وعمقت توغلاتها في القنيطرة وريف دمشق، مما أرسى معادلات أمنية جديدة في الجنوب السوري تعتمد على منطقة منزوعة السلاح الثقيل.

يثير الواقع الأمني الجديد في جنوب سوريا تساؤلات حول مدى حاجة إسرائيل إلى اتفاق أمني يقتصر على الجنوب، بعد أن فرضت واقعًا جديدًا بقوة النار. وفي هذا السياق، يرى الصحافي السوري إبراهيم مراد أن الإسرائيليين لم يعودوا يبحثون عن اتفاق أمني، معتبرًا أن ملف الأمن في الجنوب "صفحة طويت" بالنسبة إلى تل أبيب. ويرجح أن المباحثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق سياسي شامل واستراتيجي.

لا يعني ذلك أن الأمن غير مدرج ضمن المباحثات. فإذا كانت هذه القضية محسومة بالنسبة إلى إسرائيل في الجنوب، فإنها ليست كذلك بالنسبة إلى سوريا التي ترغب في وضع حدود للتدخل الإسرائيلي الأمني على أراضيها. كما أن ملف التسليح التركي لسوريا يمثل قضية أخرى تقلق إسرائيل وقد ترغب في الاتفاق عليها مع السلطات السورية بموجب تفاهم جديد.

الاتفاق السياسي يعني تطبيع العلاقات بين إسرائيل وسوريا، وهو ما يستوجب صلات سياسية معلنة. ويشير مراد إلى أن إسرائيل تسعى إلى اتفاق سلام معلن مع سوريا، في حين تحاول الأخيرة "المراوغة" نظرًا لموقعها السياسي والجغرافي الحساس بين تركيا وإسرائيل، وأن أنقرة "لا تريد اتفاقًا" بين دمشق وتل أبيب.

لا ترغب تركيا في تطبيع العلاقات الإسرائيلية السورية في ظل التنافس بين أنقرة وتل أبيب على النفوذ وأنابيب النفط في المنطقة، لأن أي اتفاق بين دمشق وتل أبيب سيفتح آفاق التعاون الاقتصادي، وحينها يصبح الملف السوري "خارج سيطرة" تركيا، وفقًا لرأي مراد، وهو ما يعرقل الاتفاق ويؤخر التوصل إليه، وبالتالي لا يتوقع مراد اتفاقًا هذا العام.

في الختام، يحمل الاجتماع الإسرائيلي السوري المرتقب أهمية من حيث تقدم المباحثات بعد أن تمكن الاجتماع الأخير من ترسيخ الهدوء في الجنوب السوري، وقد يبني الطرفان على تفاهمات ذلك الاجتماع والأجواء الإيجابية التي رافقته لإنجاح اللقاء المقبل، الذي سيواكب برعاية أمريكية وحضور محتمل لباراك.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: