الثلاثاء, 9 سبتمبر 2025 08:35 PM

الزعلانة بريف حلب: عودة مؤلمة إلى قرية بلا خدمات بعد سنوات من النزوح

الزعلانة بريف حلب: عودة مؤلمة إلى قرية بلا خدمات بعد سنوات من النزوح

بعد مرور أكثر من عقد على النزوح القسري، يعود أبناء قرية الإخاء، المعروفة محليًا باسم "الزعلانة" في ريف حلب، إلى ديارهم ليجدوا واقعًا مريرًا. فبعد أن أجبرهم القصف على ترك منازلهم عام 2013، حاملين ذكرياتهم القليلة، يواجه العائدون اليوم قرية مدمرة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

المحامي عمر المحمود، أحد العائدين، يتذكر لحظات النزوح الصعبة قائلًا: "نزحت تحت القصف المكثف، وتنقلت بين الباب ومنبج وأعزاز والراعي". ورغم أن منزله دمر بالكامل، إلا أنه عاد إيمانًا منه بأن "الحق عاد لأصحابه".

لكن العودة تصطدم بواقع قاسٍ، إذ يؤكد محمد سيدو الشيخ، رئيس بلدية تل بلاط التي تتبع لها قرية الإخاء إداريًا، أن نسبة العائدين لا تتجاوز 30% بسبب غياب الخدمات الأساسية وصعوبة إعادة الإعمار.

قرية دفعت ثمن الثورة

تقع قرية الإخاء على بعد 15 كيلومترًا من مدينة حلب، وكانت تعتبر شريانًا اقتصاديًا وزراعيًا هامًا قبل الحرب. لكن موقعها الاستراتيجي على طريق حلب – الرقة جعلها تدفع ثمنًا باهظًا منذ بداية الثورة السورية.

انحاز سكان الإخاء إلى الحراك الشعبي عام 2011، فتعرضت القرية لقصف عنيف من جبل الحص والواحة، ودُمرت بالبراميل المتفجرة. وفي عام 2013، نزح معظم السكان باتجاه ريف حلب الشمالي وتركيا.

بعد سيطرة النظام عام 2016، استمرت الممارسات الانتقامية، حيث اقتحم عناصر الحاجز العسكري منازل المهجرين ونهبوا ممتلكاتهم، حتى المسجد لم يسلم من التعدي. كما عمدت قواته إلى قص أعمدة الكهرباء وسرقة محتويات المنازل.

تعيش القرية في ظلام دامس، ويعتمد السكان على الطاقة الشمسية كبديل غير كافٍ.

إدارة محلية بموارد محدودة

بعد التحرير، تشكل مجلس محلي برئاسة محمد سيدو الشيخ، لكن التحديات تفوق الإمكانيات المتاحة، خاصة في ظل نقص الخدمات الأساسية وغياب الدعم.

حياة يومية قاسية

يصف الشيخ الواقع اليومي في القرية بأنه "شديد القسوة"، فالكهرباء مقطوعة بالكامل منذ أن نُهبت الشبكة من قبل قوات النظام والشبيحة من القرى المجاورة (تل علم، كبارة، بلاط، المالكية). مياه الشرب متوفرة جزئيًا وغير كافية، والصرف الصحي غائب تمامًا.

الوضع الصحي صعب أيضًا، فالبلدة تفتقر إلى نقطة طبية دائمة، وتعتمد على عيادة متنقلة تزورها مرة واحدة في الأسبوع. أما التعليم، فالمدرستان متهالكتان وغير صالحتين لاستقبال الأطفال.

مشاركة المقال: