السبت, 13 سبتمبر 2025 01:53 AM

مقترح إسرائيلي لسوريا: تسهيل إدخال المساعدات إلى غزة مقابل تقارب سياسي

مقترح إسرائيلي لسوريا: تسهيل إدخال المساعدات إلى غزة مقابل تقارب سياسي

كشفت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية عن عرض إسرائيلي لسوريا للمشاركة في نقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، في خطوة قد تدل على بداية تقارب سياسي بين الطرفين بعد عقود من الانقطاع.

ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن هذا المقترح تم طرحه خلال اجتماعات جمعت وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع مسؤولين سوريين رفيعي المستوى في نظام الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع. تأتي هذه المباحثات في ظل بوادر إيجابية نحو التوصل إلى ترتيبات أمنية بين تل أبيب ودمشق.

وذكرت الصحيفة أن ديرمر التقى في الأسابيع الأخيرة وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيبّاني عدة مرات، برعاية المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك، في إطار حوار متدرّج تقوده واشنطن. وكانت إسرائيل قد سمحت في الأشهر الماضية لدول لا تربطها بها علاقات دبلوماسية، مثل إندونيسيا، بإرسال مساعدات إنسانية إلى غزة.

إلا أن المبادرة الجديدة تتضمن عرضًا على سوريا يقضي بأن تقدم دمشق المساعدات بينما تتولى تل أبيب تسهيل إدخالها، سواء عبر الإسقاط الجوي أو من خلال الشاحنات. لم يتضح بعد موقف سوريا من العرض الإسرائيلي، لكن مجرد طرحه يشير إلى انفتاح غير مسبوق، بحسب مراقبين.

وفي هذا السياق، قال عضو الكونغرس الأميركي جو ويلسون، الذي زار سوريا مؤخرًا والتقى الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، إن الأخير أثار خلال اللقاء مسألة تطبيع العلاقات من خلال “اتفاقيات أبراهام”. وأضاف ويلسون: “بالطبع ما زال الوقت مبكرًا، لكن من كان يتخيل أن رئيسًا سوريًا يطرح مثل هذا الاحتمال؟ لو كان الأسد موجوداً، لما جرى ذلك قط.”

وتسعى الإدارة الأميركية، وفق ما نقلته الصحيفة، إلى تحقيق تقدم ملموس نحو اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا قبل انعقاد الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي سيشارك فيها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس المرحلة الانتقالية السوري أحمد الشرع.

وأجرت سوريا وإسرائيل أول محادثات علنية مباشرة أواخر الشهر الفائت، حيث التقى في باريس وزير الخارجية أسعد الشيباني مع وفد إسرائيلي في محادثات بوساطة أمريكية تهدف إلى تهدئة التوترات الإقليمية بعد سقوط نظام بشار الأسد. وتحدث الجانبان عن إعادة العمل باتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة عام 1974، والتي أنشأت منطقة عازلة بين سوريا وإسرائيل، وفقاً لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

ولم يقدم المسؤولون السوريون أو الإسرائيليون بيانًا رسميًا يوضح تفاصيل ما قيل خلال الاجتماع، لكن مسؤولًا كبيرًا في إدارة ترامب أكد إجراء المحادثات.

بالتوازي مع الدبلوماسية، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية،الأسبوع الفائت، غارات جوية استهدفت مواقع في محافظتي حمص واللاذقية بسوريا. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ “الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارة جوية استهدفت كتيبة للقوات الجوية تقع جنوب شرق مدينة حمص، حيث دوّت انفجارات قوية في المنطقة المستهدفة، وسط معلومات عن أضرار مادية”.

وكان الجيش الإسرائيلي قد شن عشرات الغارات الجوية على المناطق الجنوبية من سوريا، تضمنت مواقع عسكرية ومدنية، ووصلت حتى ضواحي العاصمة دمشق. وكان الجيش الإسرائيلي قد عزز من قبضته على جبل الشيخ – أبعد نقطة استراتيجية في جنوب سوريا – إضافة إلى انتشاره في شريط أمني يمتد بعرض 15 كيلومترًا في بعض المناطق، حيث تُقدّر أعداد السوريين الخاضعين لسيطرة تلك القوات بنحو 40 ألف نسمة في المنطقة العازلة.

وقد تدخلت الدولة العبرية بشكل مباشر في شهر يوليو/تموز الماضي لردع هجوم شنته العشائر البدوية على محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية. كما نفذ سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت مواقع للجيش السوري ومبنى وزارة الدفاع ومحيط القصر الجمهوري في دمشق، ما أدى إلى تجميد الهجوم وفرض شروط وقف إطلاق النار على الحكومة السورية المؤقته برئاسة أحمد الشرع.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ذلك الوقت أن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في جنوب سوريا “جاء نتيجة مباشرة لاستخدام القوة العسكرية الإسرائيلية”. وأكد في تصريح مصوّر أن سلاح الجو استهدف “عصابات قاتلة” ومركبات عسكرية تابعة للقوات السورية، مشيرًا إلى توسيع نطاق الضربات لتشمل أهدافًا في وزارة الدفاع بدمشق. (EURONEWS)

مشاركة المقال: