الأحد, 14 سبتمبر 2025 05:51 PM

أزمة النفايات في داعل: معاناة السكان تتفاقم مع تراخي الحلول

أزمة النفايات في داعل: معاناة السكان تتفاقم مع تراخي الحلول

درعا – محجوب الحشيش: يشكو سكان مدينة داعل بريف درعا الغربي من انتشار مكبات النفايات العشوائية داخل الأحياء السكنية، الأمر الذي ينذر بانتشار الأمراض والأوبئة والحشرات، فضلاً عن الروائح الكريهة والكلاب الشاردة، والتلوث البصري الذي تشهده المدينة.

ويواجه المجلس المحلي صعوبات جمة في ترحيل النفايات، بسبب تهالك الآليات وكثرة أعطالها، ما يحد من قدرته على معالجة المشكلة في ظل اتساع المدينة.

محمود الجاموس، أحد سكان مدينة داعل، يعبر عن استيائه من انتشار الروائح الكريهة والحشرات والكلاب الشاردة بالقرب من منزله، منتقدًا ما وصفه بـ "تراخي مجلس المدينة في ترحيل النفايات". ويضيف الجاموس أن هذا الوضع منعه من الجلوس في شرفة منزله، بسبب انتشار النفايات المتراكمة أمام منزله على الشارع الرئيس.

كما أصبحت النفايات ملجأ للكلاب الشاردة التي تشكل خطرًا على السكان، وتسبب إزعاجًا مستمرًا بسبب نباحها ليلاً. ويطالب الجاموس المجلس المحلي بنقل المكبات إلى مناطق بعيدة عن التجمعات السكنية والأحياء والمحال التجارية والمدارس.

أحمد العاسمي، وهو من سكان المدينة، يشاركه نفس المطلب، ويقول إنه لم يتمكن من السكن في شقته الجديدة بسبب وجود مكب نفايات بالقرب منها. ويعمل العاسمي في محل لصيانة مضخات الآبار، يقع بجوار مكب للنفايات، ويصف العمل في محله بأنه من أصعب الظروف التي يمر بها، خاصة عند حرق النفايات، حيث يتلوث المكان وتنتشر الروائح الكريهة والمضرة بالصحة.

بالقرب من المدارس والمقار الحكومية

تنتشر المكبات بالقرب من المدارس، ما يهدد صحة الطلاب، خاصة مع اقتراب العام الدراسي، بحسب جدعة البكار، معلمة مدرسة في مدينة داعل. وينبه أحمد العاسمي إلى خطر وجود الكلاب بالقرب من هذه المكبات، واحتمال تعرض التلاميذ للعض، بالإضافة إلى الخوف الذي ينتاب الأطفال.

وتشير المدرسة البكار إلى أن الكلاب الشاردة نهشت طفلًا بالقرب من أحد هذه المكبات، في ظل ندرة المصل المضاد لداء الكَلَب وارتفاع ثمنه في الصيدليات الخاصة. وتضيف المعلمة: "من المؤسف أن تضطر العائلة إلى إغلاق نوافذ المنزل بسبب الرائحة الكريهة أو البعوض، في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف".

مشكلات المجلس المحلي

يمتلك المجلس المحلي في داعل أربع جرارات، ثلاثة منها في الخدمة والرابعة معطلة، كما أن السيارة المخصصة لتحميل الحاويات معطلة وتحتاج إلى حوالي 5000 دولار لإصلاحها، وكذلك الجرافة معطلة، ما يدفع المجلس إلى استئجار "تركس" بنحو مليوني ليرة سورية (173 دولارًا) يوميًا، وفقًا لما ذكرته نائبة رئيس المجلس المحلي في داعل، نسرين حمادي، مضيفة أن صعوبات ترحيل النفايات تكمن في قِدم وكثرة أعطال آليات المجلس.

وأوضحت حمادي أن المجلس اتبع مؤخرًا خطة لتقليل عدد المكبات في المدينة من 30 إلى 8 فقط، ويعمل المجلس على ترحيلها صباح كل يوم، في حين تعمل الآليات والورشات على جمع القمامة من الأحياء مساءً. وأشارت إلى أن المجلس يرحّل النفايات إلى نقطة تجميع غربي المدينة بدلاً من المكب الرئيس قرب تل الخضر، لتوفير تكلفة نقل النفايات، إذ تحتاج الآليات إلى كميات أكبر من الديزل في حال ترحيلها إلى تل الخضر.

كما نوهت إلى أن المجلس اشترى آلية جديدة (تركس) على نفقة أحد المتبرعين، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة خلال الأيام المقبلة. وطالب المجلس المحلي مجلس محافظة درعا بإرسال آليات لمساندة عمله، إلا أن الأخير لم يستجب سوى مرتين فقط خلال العام الحالي، كما طالب بتجديد آلياته دون استجابة لهذا المقترح.

بالمقابل، قال عدد من السكان الذين التقتهم عنب بلدي، إن المجلس يتأخر أحيانًا لمدة أسبوع في ترحيل المكبات. يبلغ عدد سكان المدينة 55,000 نسمة، وهي مترامية الأطراف.

عشوائية في رمي القمامة

أشار أحمد العاسمي إلى أن المجتمع المحلي أنشأ حيّزًا وسوّره من أجل رمي القمامة في أحد المكبات، إلا أن السكان لم يلتزموا بهذا الحيّز، ولا يتقيد السكان برمي النفايات في الحاويات بحجة أن السيارة المخصصة لإفراغها معطلة.

وتقول جدعة البكار إن الكلاب تسحب النفايات من المكبات إلى مناطق أخرى في الطريق، وأحيانًا تفرغ محتويات الأكياس، ما يؤدي إلى تناثر القمامة مشكلة منظرًا "غير حضاري". وتضيف أن "النباشين" (الذين يعملون بجمع البلاستيك والمعادن من النفايات) لهم دور أيضًا في إفراغ القمامة.

وتوضح نسرين الحمادي أن السكان لا يلتزمون بتعليمات المجلس البلدي في جمع القمامة بأكياس وإغلاقها، لتسهيل مهمة عامل النظافة في ترحيلها. وتضيف أن المجلس يرحّل القمامة صباحًا ليعود مساءً ويجد أنها تجددت وانتشرت على الطرق.

من جانبها، تدعو البكار إلى توعية المجتمع بأهمية التعامل الحضاري مع النفايات ووضعها في مكانها المخصص وجمعها في أكياس، مشيرة إلى أن مهمة المجلس المحلي هي توزيع الأكياس على السكان أو إجبارهم على شرائها. وتشدد على ضرورة التخلص من الكلاب الشاردة والعمل على ترحيل القمامة بشكل يومي.

وتذكر أن المجتمع المحلي قام بحملات مجتمعية على نفقته الخاصة لترحيل القمامة، إلا أن ضعف القدرة المالية للسكان حال دون استمرار المبادرة.

مشاركة المقال: