الإثنين, 22 سبتمبر 2025 06:33 PM

شادي مراد يكشف من داخل سجن صيدنايا: تفاصيل مروعة عن التعذيب والإعدامات

شادي مراد يكشف من داخل سجن صيدنايا: تفاصيل مروعة عن التعذيب والإعدامات

كشف المعتقل السابق شادي سليمان مراد عن تفاصيل مروعة للتعذيب الذي تعرض له أثناء اعتقاله في سجن صيدنايا سيئ السمعة. وأوضح أن المقدم ماجد سعد الله الملحم أشرف مباشرة على التحقيق معه ومع عدد كبير من المعتقلين في الفرع 248. وقد تعرف مراد على اسم الملحم من قائمة ضباط الأمن العسكري التي نشرتها "زمان الوصل"، مؤكدًا أنه يتبع لنفس الفرع الذي شهد تعذيبه.

مراد، الذي اعتقل في أيلول/سبتمبر 2011 بتهمة "إثارة العصيان المسلح ضد السلطات الرسمية في اللاذقية"، أفاد بأن التعذيب تسبب له بإصابة في الكتف الأيسر وتلف في الأربطة، بالإضافة إلى تجريده من حقوقه المدنية والعسكرية في سوريا. وأشار إلى أن محاكمته جرت أمام القاضيين محمد كنجو وخرفان خرفان، وأنه خضع للتحقيق في الفروع 248 و285 و293 قبل نقله إلى صيدنايا ثم إلى سجن عدرا عام 2015، حيث أُفرج عنه لاحقًا.

كما كشف مراد عن إعدام عدد من المعتقلين في صيدنايا، من بينهم حسن هرموش وأحمد هرموش من جبل الزاوية، وهلال غازي هنداوي ومرعي هنداوي ومحمد رحوم العواد وسفيان حنيفة من دير الزور. وأكد أن عمليات الإعدام كانت تتم غالبًا في أيام الاثنين والخميس، مشيرًا إلى مقتل عدد من القاصرين، بينهم شاب من حي القدم اسمه "تاج" لم يُعرف اسمه الكامل، واستشهاد شاب آخر اسمه طارق شمعا في المهجع القريب منه.

ونقل مراد عن المعتقلين قولهم: "كنا نرفع أيدينا بالدعاء إلى رب العالمين ونقول: يا الله خُذ أمانتك وريحنا من بطش المجرمين. كان استشهاد أخٍ من إخوتنا يُستقبل بالحمد، فنقول: الحمد لله… الله ريّحو من التعذيب. وحتى عندما يُقال لأحدنا 'إعدام' كان يفرح لأنه أخيرًا سينجو من جحيم لا يُحتمل".

ووصف مراد الممارسات الوحشية التي كانت تسبق تنفيذ الإعدام: "كان يُجرّد المعتقل من ملابسه الصالحة ليلبسها إخوانه الأحياء، بينما يُعطى ثيابًا مهترئة ليُقاد بها إلى الموت. بقيت في المنفردات لمدة سنة ونصف معاقبًا، عشنا رعب القتل والتعذيب بكل تفاصيله، وسمعنا أصوات الإعدام واضحة".

وأضاف: "أيام الاثنين والخميس كنا نترقب منتصف الليل، وأول ما نسمع صوت الحديد نعرف أن منصات الشنق تُركب. ثم يعلو هدير مروحية تهبط ليلًا، ونسمع أصوات الصراخ، وقبل الفجر بقليل نسمع آليات تحفر بعيدًا، وحركة برّادات الموت لا تتوقف. في المهاجع الجماعية كانوا يشغّلون مضخات الهواء حتى لا يسمع المعتقلون أصوات إخوتهم وهم يُعدمون، لكن تحت، في المنفردات… كنا شهودًا على كل شيء".

واختتم مراد شهادته بالقول: "هذا ليس مجرد سجن… هذا مقبرة صامتة، كل مكان نوم فيه معتقل هو قبر."

المصدر: زمان الوصل

مشاركة المقال: