دمشق-سانا - بحثت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري اليوم مع وفد من سفراء دول الاتحاد الأوروبي في دمشق أبرز النقاط المتعلقة بالاستحقاق الانتخابي المقرر في الخامس من تشرين الأول القادم. جرى ذلك خلال اجتماع رسمي تناول الجوانب الفنية والتنظيمية للعملية الانتخابية.
ووفقًا لما نشرته اللجنة عبر قناتها على تطبيق تلغرام، استعرض رئيس اللجنة العليا محمد طه الأحمد الخطوات التنفيذية المتخذة حتى الآن، مؤكدًا التزام اللجنة بمبادئ الشفافية والشمولية، وضمان التمثيل الحقيقي لكل مكونات الشعب السوري. كما أجاب عن استفسارات السفراء المتعلقة بآلية الترشح، وتوزيع المقاعد، وضمان نزاهة العملية الانتخابية.
من جهته، أعرب الوفد الأوروبي عن استعداده لتقديم خبراته الفنية دعمًا لهذه الجهود، مشددًا على أهمية المشاركة الفاعلة لجميع السوريين في صياغة مستقبلهم السياسي، وأبدى اهتمامًا خاصًا بإشراك المجتمع المدني في الرقابة على الانتخابات وتعزيز ثقة المواطنين بالعملية الديمقراطية.
وفي تصريح لـ سانا، أوضح الأحمد أن اللقاء تناول مجريات العملية الانتخابية والظروف المحيطة بها، إلى جانب الأسباب التي دعت إلى اعتماد نظام الانتخابات على مرحلتين: مرحلة الاختيار، ثم مرحلة التصويت الفعلي. واعتبر أن هذه الانتخابات تمثل خطوة أولى في مسار السلم الأهلي والعدالة الانتقالية، وإعادة التعايش المشترك بين مكونات المجتمع السوري.
وأشار إلى أن النقاش ركّز على فئة الكفاءات وأصحاب الاختصاص في الجانب التشريعي، لما له من دور أساسي في الرقابة على السلطة التنفيذية. كما تطرق السفراء إلى الوضع في محافظات الرقة والحسكة والسويداء، حيث تم التأكيد على معالجة هذه المسألة قبل عقد أول جلسة للمجلس، سواء عبر إجراء الانتخابات في تلك المحافظات أو اتخاذ إجراءات بديلة لإجرائها في دمشق أو أماكن تحددها الهيئات الناخبة.
كما أجاب الأحمد عن استفسار حول آليات التمثيل، موضحًا إمكانية الاعتماد على نظام القوائم، مع توافر فرص أوسع للتمثيل في بعض الدوائر الانتخابية الكبرى.
من جانبه، أكد عضو اللجنة العليا أنس العبدة في تصريح لـ سانا أن اللجنة تضطلع بمهمة تأسيس السلطة التشريعية، ما يجعل عملها خطوة محورية في بناء البنية التشريعية لسوريا الجديدة. وأشار إلى أن اللقاء ترك انطباعًا إيجابيًا لدى ممثلي الاتحاد الأوروبي، الذين طرحوا استفسارات إضافية لاستكمال تصورهم حول آلية عمل اللجنة، تمهيدًا لرفعها إلى وزارات خارجيتهم.
وشدد العبدة على أن عمل اللجنة في ظل الظروف الراهنة يمثل إنجازًا مهمًا، وخاصة في ظل تعذّر إجراء انتخابات مباشرة، ما يجعل هذه الآلية ضرورة ضمن المرحلة الانتقالية. كما أبدى السفراء استعدادهم لمواكبة العملية الانتخابية ودعم جهود اللجنة، مؤكدين أهمية ضمان تمثيل عادل لجميع المناطق والوحدات الإدارية والمكونات القومية والعرقية.
وبيّن أن اللجنة تعتمد آلية تضمن أفضل تمثيل ممكن، من خلال تقسيم الهيئات الناخبة وفق الوحدات الإدارية، وتوجيه اللجان الفرعية بما يكفل تمثيل التنوع السوري بمختلف شرائحه.
وأضاف العبدة: إن ممثلي الاتحاد الأوروبي أعربوا عن رغبتهم بزيارة اللجان الفرعية والدوائر الانتخابية، وقد رحبت اللجنة العليا بذلك، مؤكدة إمكانية تنظيم هذه الزيارات بالتنسيق مع وزارة الخارجية والجهات المعنية، وخاصة يوم الانتخاب، حيث يمكن ترتيب زيارات محددة بحضور أعضاء من اللجنة.
وختم بالقول إن العملية الانتخابية تكتسب أهمية خاصة كونها تسد الفراغ التشريعي، وتفتح آفاقًا للحوار الوطني، وتمكّن الدولة من الانطلاق نحو مرحلة جديدة، ولا سيما في مجالات إعادة الإعمار والاستثمار. وكانت اللجنة العليا قد حدّدت موعد الاقتراع في الدوائر الانتخابية بالمحافظات السورية يوم الأحد 13 ربيع الثاني 1447 هـ، الموافق 5 تشرين الأول 2025 م.