السبت, 27 سبتمبر 2025 11:18 AM

نتنياهو يوسع نطاق العمليات في غزة وسط إدانة دولية وانهيار الأبراج السكنية

نتنياهو يوسع نطاق العمليات في غزة وسط إدانة دولية وانهيار الأبراج السكنية

يوسف فارس: تتسارع وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، متجاوزة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار. بالتزامن، تعمل المؤسستان الأمنية والسياسية الإسرائيليتان على تكثيف العمليات العسكرية المستمرة، وهو ما يعكس رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يسعى إلى ترسيخ هذا المشهد الدموي في الذاكرة التاريخية، من خلال توسيع نطاق العمليات العسكرية من الأمم المتحدة وصولاً إلى مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.

وفي هذا السياق، ألقى نتنياهو خطاباً مدوياً تزامن مع انهيار الأبراج السكنية وتفجير العربات المفخخة، وسط صراخ آلاف النساء والأطفال النازحين من منازلهم المدمرة. بينما كان نتنياهو يلقي خطابه في الأمم المتحدة، كانت سيارات عسكرية تجوب المناطق الحدودية لغزة، وصولاً إلى عمق المدينة، معلنةً عن تصعيد العمليات العسكرية.

شهدت مدينة غزة انهيار "برج الإيطالي" المكون من 15 طابقاً، وتدمير مربع سكني يضم 20 منزلاً في مخيم الشاطئ، بالإضافة إلى تفجير أربع عربات مفخخة في حي الصبرة، مما أدى إلى نزوح جماعي للسكان باتجاه البحر هرباً من القصف العنيف. وصف مراقبون المشهد بأنه يعكس "سادية وطغيان" غير مسبوق من قبل "ملك إسرائيل".

أكد نتنياهو في خطابه عزمه على مواصلة الحرب حتى تحقيق أهداف محددة، تشمل تحرير الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة، والقضاء على حركة "حماس"، وفرض السيطرة الأمنية الكاملة على القطاع، وتشكيل حكومة مدنية هناك. وعلى الرغم من الانسحابات الدبلوماسية التي شهدتها قاعة الأمم المتحدة أثناء الخطاب، والتي وصفتها "القناة 13" العبرية بأنها "بصقة في وجه دولة إسرائيل"، فإن سكان غزة لم يكترثوا لهذه التطورات السياسية، بل ركزوا على الواقع المأساوي الذي يعيشونه.

يشير الواقع الميداني إلى أن جيش الاحتلال وسّع نطاق توغله في مدينة غزة، حيث تحاصر العشرات من الآليات "مستشفى القدس" في حي تل الهوا جنوب المدينة، وتفرض طائرات "الكواد كابتر" سيطرتها النارية على كامل الحي. كما كثّف الجيش الإسرائيلي عمليات التدمير الممنهج لحي الصبرة المحاذي لحيَّي تل الهوا والزيتون، حيث قام بتفجير ثلاث عربات مفخخة في وسط الحي بعد إمهال السكان ثلاث ساعات لإخلاء منازلهم.

تزامنت أصوات الانفجارات مع خطاب نتنياهو، بينما شهد المحور الشمالي الغربي للمدينة وصول الدبابات الإسرائيلية إلى عمق مخيم الشاطئ وحي النصر والشيخ رضوان. ووفقاً لمصدر ميداني، تسيطر دبابات الاحتلال على كامل حي الشيخ رضوان وأطراف مخيم الشاطئ الشمالي، وقامت بتدمير مربع سكني يضم 20 منزلاً في المخيم. وفي المحور الشمالي الشرقي، تتوغل الدبابات في أحياء أبو إسكندر والنفق والشيخ رضوان الشرقي، وتسيطر بالنار على كامل تلك المناطق التي تشهد عمليات تدمير واسعة النطاق.

يسيطر جيش الاحتلال حالياً على كامل مدينة غزة، باستثناء شارع عمر المختار الممتد من مستشفى الشفاء ومحيطها وحتى البلدة القديمة وأحياء الدرج والتفاح الغربي، حيث يتواجد مئات الآلاف من السكان الذين يرفضون إخلاء المدينة.

وعلى الصعيد السياسي، تتصدر الجهود الأمريكية لوقف الحرب المشهد. ووفقاً لمراسل "القناة الـ 12" العبرية، باراك رافيد، أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للصحافيين أنه من المتوقع التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة. وتشير التقديرات إلى أن ترامب سيطالب نتنياهو بالتقدم في خطة لإنهاء الحرب، مع تحديد جداول زمنية محددة.

ومع ذلك، يبدو أن مصير هذه الخطط مرهون بالوقت الذي يحتاجه نتنياهو لتدمير ما تبقى من مدينة غزة، حيث تشير التجارب السابقة إلى أن إسرائيل قد تعرقل المبادرات السياسية الأمريكية الرامية إلى وقف الحرب.

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: