السبت, 27 سبتمبر 2025 05:53 PM

التحالف الدولي يسعى لتشكيل "خلية مشتركة" لإعادة محتجزي تنظيم "الدولة" من سوريا

التحالف الدولي يسعى لتشكيل "خلية مشتركة" لإعادة محتجزي تنظيم "الدولة" من سوريا

وجّه الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، حثّ فيه الدول على تسريع وتيرة إعادة مواطنيها المحتجزين في المخيمات وأماكن الاحتجاز بشمال شرقي سوريا، وذلك من خلال إنشاء "خلية مشتركة" مخصصة لهذا الغرض. جاء ذلك خلال مؤتمر "رفيع المستوى" للأمم المتحدة في نيويورك، والذي تناول أوضاع مخيم "الهول" والمراكز المحيطة به.

أكد كوبر، الذي زار مخيم الهول شخصيًا في وقت سابق من هذا الشهر، على أن الأوضاع الميدانية تتطلب تسريع عمليات الإعادة.

مساعٍ لإنشاء "خلية إعادة مشتركة"

أعلن كوبر عن عزم القيادة المركزية إنشاء "خلية إعادة مشتركة" في شمال شرقي سوريا، بهدف تنسيق عودة النازحين والمحتجزين إلى بلدانهم الأصلية. وأوضح أن إعادة الفئات الأكثر ضعفًا، وعلى رأسهم النساء والأطفال، تمثل خطوة إنسانية وأمنية في الوقت ذاته، كونها تحول دون استغلال تنظيم "الدولة" لأوضاعهم في محاولة لإعادة بناء قدراته.

وفي خطابه للدول المشاركة في المؤتمر، شدد كوبر على أن "إعادة الفئات الهشة قبل أن تتعرض للتطرف ليست مجرد عمل إنساني، بل هي ضربة قاصمة لقدرة تنظيم الدولة على إعادة تشكيل نفسه. اليوم، أنضم إليكم جميعًا في دعوة كل دولة لديها محتجزون أو نازحون في سوريا لإعادة مواطنيها".

وأشار كوبر إلى انخفاض عدد النازحين في مخيمي الهول وروج من حوالي 70 ألف شخص في عام 2019 إلى أقل من 30 ألفًا حاليًا، معتبرًا ذلك فرصة سانحة لمضاعفة جهود الإعادة. وأشاد بجهود الحكومة العراقية، التي أعادت أكثر من 80% من رعاياها من المخيم، واصفًا إياها بأنها "تقود بجدارة جهود الإعادة إلى الوطن".

لقاء مع الشرع

كشف البيان عن زيارة قام بها كوبر إلى دمشق، حيث التقى بالرئيس أحمد الشرع، ليصبح بذلك أول قائد للقيادة المركزية يزور العاصمة السورية. وأعرب عن تقديره لدعم دمشق في محاربة تنظيم "الدولة"، واتفق الطرفان على عقد لقاءات مستقبلية لتعزيز التعاون الأمني. وأكد كوبر أن الولايات المتحدة ستواصل دعم التحالف الدولي وكل الدول التي تبدي التزامًا بإعادة رعاياها، مشيرًا إلى أن الهدف هو "ضمان دحر الإرهاب وتحويله إلى إرث دائم للسلام والاستقرار".

وعلى الرغم من سقوط نظام الأسد، وتوقف الحرب في سوريا منذ كانون الأول 2024، لا يزال آلاف الأجانب من عائلات عناصر تنظيم "الدولة" المحتجزين في مراكز اعتقال سورية يوجدون في مخيم "الهول" الشهير شمال شرق سوريا، فيما تماطل العديد من الدول الأجنبية في استرجاع مواطنيها. وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طالب الرئيس أحمد الشرع خلال لقائهما في العاصمة السعودية، الرياض، أيار الماضي، بتولي مسؤولية مراكز احتجاز يقبع فيها مقاتلو تنظيم "الدولة" وتخضع لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم. وأنشأت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) هذه المراكز بعدما تمكنت من إلقاء القبض على الآلاف من عناصر التنظيم، في غضون معركتها ضد التنظيم المتطرّف بدعمٍ من التحالف الدولي. وأعلنت القوات، في أواخر آذار 2019، القضاء جغرافيًا على سيطرة التنظيم في عدّة مدنٍ سورية بينها الرقة التي كان يتخذ منها عاصمة له بعدما خسر كل المناطق الخاضعة لسيطرته. فيما يبلغ عدد هذه المراكز 26 تقع كلها شرقي سوريا ويقبع فيها مقاتلون وعناصر أجانب غير سوريين ينحدرون من أكثر من 50 دولة حول العالم، بحسب ما نقلته “العربية” عن مصدر في قوات سوريا الديمقراطية، أيار الماضي. ولا يُعدّ طلب الرئيس الأمريكي هو الأول من نوعه، فقد سبق لتركيا أن طالبت السلطات السورية الانتقالية بتولي إدارة مراكز الاحتجاز. كما تحاول أنقرة بالتعاون مع بعض دول الجوار السوري الوصول لصيغة تتعلّق بنقل مهمة حماية هذه المراكز من “قسد” إلى دمشق، لكنها لم تحرز أي تقدم في هذا المجال حتى الآن.

مشاركة المقال: