وسائل إعلام عالمية ترصد تصاعد موقف العلويين من السلطة في سوريا: مظاهرات واشتباكات بعد تفجير حمص


هذا الخبر بعنوان ""مظاهرات الساحل السوري في عناوين الأخبار".. الانتهاكات تصعّد موقف العلويين من السلطة" نشر أولاً على موقع hashtagsyria.com وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٣٠ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
رصدت وسائل إعلام عالمية التطورات الأخيرة في المشهد السوري، مركزة بشكل خاص على المظاهرات الواسعة التي نفذها أبناء الطائفة العلوية في معاقلهم باللاذقية وطرطوس وحمص وريف حماة. جاءت هذه الاحتجاجات استجابة لدعوات الشيخ غزال غزال للمطالبة ببنود إنسانية ومعيشية وحقوقية وسياسية، وذلك عقب تفجير إرهابي استهدف مسجداً للطائفة في محافظة حمص.
تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية هذه الأحداث تحت عنوان: "احتجاجات سوريّة على انعدام الأمن تسفر عن مقتل شخصين". وأشارت الصحيفة إلى أن المظاهرات اندلعت في مدن عديدة بالمحافظات الساحلية السورية، التي تعدّ معقلاً تقليدياً للطائفة العلوية، بعد يومين من مقتل ثمانية أشخاص وإصابة نحو عشرين آخرين في انفجار وقع أثناء صلاة الجمعة في مسجد بحي ذي أغلبية علوية في حمص. وأضافت الصحيفة أن سوريا تشهد توترات طائفية حادة منذ سقوط الرئيس بشار الأسد العام الماضي، وأن الحكومة الجديدة، بقيادة المعارضة التي أنهت خمسة عقود من حكم أسرة الأسد، تكافح لمنع عمليات القتل الانتقامية والعنف. كما لفتت إلى أن أفراد الأقلية الدينية العلوية، التي ينتمي إليها الأسد ودائرته المقربة، يشعرون بأنهم مستهدفون بسبب ولائهم المفترض للنظام المخلوع.
من جانبه، عنوّن موقع "نيوز ماكس" الأمريكي: "مظاهرات واشتباكات في سوريا بعد تفجير دامي لمسجد علوي". وذكر الموقع أن اشتباكات اندلعت على الساحل السوري بين متظاهرين من الأقلية العلوية ومتظاهرين مناهضين لهم، وذلك بعد يومين من تفجير مسجد علوي في مدينة حمص أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 18 آخرين أثناء الصلاة.
أما قناة "فرانس 24"، فقد صرّحت بأن الآلاف من أبناء الأقلية العلوية في سوريا تظاهروا بعد أيام من هجوم على مسجد علوي أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص. وبيّنت أن اشتباكات اندلعت بين المتظاهرين وقوات الأمن في بعض مناطق الاحتجاج، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات. وأشارت القناة إلى أن هذه الأقلية الدينية أصبحت هدفاً منذ سقوط بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر.
وفي سياق متصل، كتبت إذاعة "مونت كارلو الدولية" عبر موقعها الإلكتروني أن الآلاف من سكان محافظة اللاذقية، ذات الغالبية العلوية، شاركوا في تظاهرات دعت إليها مرجعية دينية علوية، احتجاجاً على انفجار وقع يوم الجمعة 26 كانون الأول/ديسمبر واستهدف مسجداً في حي تابع للطائفة بمدينة حمص. وكشفت الإذاعة الفرنسية أن العنف سرعان ما دخل التجمع، إذ خرج مؤيدون للسلطات الانتقالية في تظاهرة مضادة، وأطلقت قوات الجيش والأمن الرصاص لتفريق المحتجين. وأشارت إلى أن التظاهرات جاءت استجابة لدعوات الشيخ غزال غزال، رئيس "المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر"، الذي دعا قبل يوم إلى أن "نري للعالم أن المكون العلوي لا يمكن أن يهان أو يهمش". ولفتت "مونت كارلو الدولية" إلى أن الشيخ غزال برز اسمه بعد سقوط الأسد كأحد الشخصيات الدينية المؤثرة في الطائفة العلوية بسوريا، موضحة أن موقفه تجاه الحكومة الانتقالية كان في البداية حذراً، لكنه اتخذ لاحقاً نهجاً أكثر تصعيداً بعد "الأحداث" التي شهدها الساحل السوري في آذار/مارس الماضي.
من جهتها، أشارت شبكة "RT" (روسيا اليوم) إلى أن الشيخ غزال غزال فرض نفسه كقائد روحي وسياسي للعلويين، مستفيداً من الفراغ الذي خلفه نظام الأسد بعد تغييب أي مرجعية روحية للطائفة، ليصبح ملاذهم في زمن الضياع والخوف. وتابعت الشبكة أن أبناء الطائفة العلوية يرون أن مرجعية غزال نجحت من خلال دعوتها للتظاهر والاعتصامات السلمية في إرباك سلطة دمشق، متكئة على مراكمة الأخطاء والمقاربة القاصرة من قبلها لملف العلويين، فضلاً عن نسج علاقات داخلية صريحة مع "شركاء آخرين في الوطن والهدف" وعلاقات خارجية ألمح إليها الشيخ غزال حين أشار إلى وجود دول تدعم التوجه نحو اللامركزية الإدارية والفيدرالية التي ينادي بها في سوريا. وأكدت الشبكة الروسية أن الشيخ غزال غزال لم يقاطع السلطة الجديدة في دمشق منذ لحظة وصولها إلى الحكم، بل تعامل معها بحذر شديد قبل أن يسمها بأنها "منظومة كاملة من الإرهاب" بعد "الأحداث الدامية" التي شهدها الساحل السوري في آذار/مارس من هذا العام، وراح بعد ذلك ينادي بالفيدرالية والحكم اللامركزي والتف حول دعوته جمهور معقول من العلويين. ولفتت إلى أنه وعقب سقوط نظام الأسد، طرح الشيخ غزال معادلة تسليم العلويين للسلاح مقابل الحفاظ على أمنهم، وطالب أن يكون التسليم بتوجيه من قادتهم، مشدداً على رفضه الشخصي لحمل السلاح. وشددت الشبكة على أن هذه المواقف استدعت منه إجراء العديد من اللقاءات مع مسؤولين في حكومة دمشق الجديدة قبل أن يعود اسمه إلى الواجهة بقوة مع تأسيس "المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر" في شباط من العام 2025، الذي عُين رئيساً له وفق البيان التأسيسي الذي أشار إلى أن المجلس يمثل "إطاراً جامعاً لأبناء الطائفة العلوية ويعبر عن تطلعاتهم في مرحلة ما بعد سقوط الأسد". وتابعت أنه مع حصول مجازر الساحل في آذار/مارس الماضي ورفض الشيخ غزال لعمل اللجنة الحكومية لتقصي الحقائق التي أعلنت عنها دمشق، قطع الشيخ غزال بشكل نهائي مع الحكومة داعياً إلى تدخل دولي من أجل حماية العلويين الذين كانوا ولا زالوا يعانون من عمليات قتل وخطف وتنكيل بشكل شبه يومي بعد سقوط الأسد، قبل أن يدفعوا ثمناً جماعياً باهظاً من الضحايا في "أحداث" آذار/مارس. ليصبح مطلب الشيخ غزال الرئيسي بعد ذلك إقامة دولة علمانية تعددية لا مركزية، مشدداً على أن الفيدرالية هي الضامن الحقيقي لحقوق جميع المكونات في دستور سوريا المستقبلي.
كما عنونت شبكة "I24NEWS": "مظاهرات سلمية تتحول إلى مواجهات عنيفة بين المحتجين العلويين وقوات الأمن في اللاذقية وجبلة".
وتناولت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية مظاهرات الساحل تحت عنوان: "مقتل ثلاثة أشخاص في احتجاجات علوية تحولت إلى أعمال عنف في اللاذقية السورية". وكتبت أن ثلاثة أشخاص قُتلوا عندما تحولت الاحتجاجات في معقل العلويين في اللاذقية السورية إلى إطلاق نار وأعمال عنف أخرى. وتابعت أن سوريا تشهد موجات متكررة من العنف الطائفي منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، المنتمي للأقلية العلوية المسلمة، إثر هجوم شنته المعارضة العام الماضي، وجرى استبداله بحكومة يقودها السنة.
سياسة
سياسة
سوريا محلي
سياسة