الخميس, 2 أكتوبر 2025 10:20 PM

جريمة وادي النصارى: مقتل شقيقين يجدد المطالب بالعدالة وضبط انتشار السلاح

جريمة وادي النصارى: مقتل شقيقين يجدد المطالب بالعدالة وضبط انتشار السلاح

أثارت جريمة قتل شقيقين من المكون المسيحي في قرية عناز بوادي النصارى بريف حمص، موجة من المطالبات بتفعيل مسار العدالة الانتقالية وضبط السلاح، وذلك في أعقاب حوادث قتل متتالية شهدتها المنطقة. وتضاربت الروايات حول هوية الجناة ودوافعهم.

أفاد مراسل عنب بلدي بمقتل الشقيقين، وسام وشفيق جورج منصور، الأربعاء 1 تشرين الأول، على يد ملثمين مجهولي الهوية يستقلان دراجة نارية، أمام مكتب المختار في قرية عناز بريف حمص الغربي، كما أصيب شخص ثالث ليس من عائلتهما. وأشار المراسل إلى أن الجناة لاذوا بالفرار عقب تنفيذ الجريمة.

وشهدت قرية "عناز" إضرابًا واحتجاجات وقطعًا للطريق عقب الجريمة، حيث منع الأهالي في البداية دوريات الأمن العام من دخول القرية، قبل أن يتم تسوية الأمر والسماح للقوى الأمنية بمتابعة الحادثة.

يُعرف وادي النصارى بغالبيته المسيحية، حيث يضم نحو 40 قرية، ويجاوره قرى من طوائف مختلفة أبرزها قلعة الحصن والزارا. وأصدر المجلس المحلي لمدينة قلعة الحصن بيانًا أدان فيه "الجريمة النكراء"، ورفض "الزج باسم قلعة الحصن أو أبنائها" في هذه الأعمال، معتبرًا أن هذا العمل "الشنيع" لا يقوم به إلا "الفلول" بهدف "تخريب أجواء الانتخابات" و"تعكير السلم الأهلي" و"زرع الفتنة".

وطالب المجلس بكشف هوية الجناة ومحاسبتهم، مشددًا على عدم الانجرار وراء الشائعات ومحاولات التحريض. من جهته، طالب مروان عبيد، مدير شبكة "مسيحيي سوريا لدعم الثورة السورية"، عبر "فيسبوك" بالتهدئة وانتظار تحقيقات الدولة، معتبرًا أن "فلول الأسد" يقفون خلف هذه الأحداث. وأشار إلى أن ما جرى في قرية عناز هو "جريمة نكراء" تستهدف "السلم الأهلي والأمن والأمان".

وترى الناشطة "م.ط" من قرية عناز أن هناك حساسية بين أهالي قلعة الحصن والحواش وعناز بسبب أحداث الثورة، حيث كان هناك عدد كبير من شبان الوادي منتسبين لصفوف النظام السابق، بينما كانت القلعة في صف الثورة. وأشارت إلى أن الجريمة دفعت سكان القرية إلى "الجنون"، وأن الجناة "مروا عبر حاجز الأمن العام دون أن يوقفهم".

وطالبت الناشطة الحكومة بإنفاذ العدالة الانتقالية ومحاسبة المجرمين من كافة الطوائف. وأكدت ثلاثة مصادر من ريف حمص الغربي أن أحد القتلى كان متعاونًا مع ميليشيا "الدفاع الوطني" التي تزعمها بشر يازجي. وقال محامٍ إن الفترة الأخيرة شهدت إجراء "تسويات مشبوهة" لعدد من المتورطين بانتهاكات، متسائلًا عن ذنب أهالي وادي النصارى في دفع ثمن هذه التسويات.

واتهم صحفي من قرية قلعة الحصن بشر اليازجي ومجموعته بالمسؤولية عن اختفاء عدد من الأطفال والنساء وقتل المئات، داعيًا إلى الامتناع عن إجراء تسويات مشبوهة مع "مجرمي الحرب" وتفعيل مسار العدالة. ورجح صحفي آخر أن يكون المنفذون قد تلقوا تدريبات من "حزب الله اللبناني" بهدف ضرب الاستقرار في سوريا.

من جهته، أشار ميشيل شماس، الناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان، إلى أن الحادث في قرية عناز لا ينفصل عن حوادث مماثلة في مناطق أخرى، معتبرًا أن هذه الحوادث حلقات من "مسلسل انفلات السلاح". ودعا السلطة إلى تقديم خطة واضحة لضبط الأمن وسحب السلاح ومساءلة المتورطين.

وقال العميد مرهف النعسان، قائد الأمن الداخلي في محافظة حمص، إن الهدف من الجريمة هو "زعزعة الأمن وإثارة الرعب" والتأثير على العملية الانتخابية، مشيرًا إلى أن الجهات المختصة باشرت بالإجراءات اللازمة لضبط الجناة وتقديمهم إلى العدالة، داعيًا المواطنين إلى التحلي بالهدوء.

مشاركة المقال: