الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 01:58 AM

المغرب: قوى يسارية ونقابية تتحد لتشكيل "جبهة شعبية" في ظل تصاعد احتجاجات الجيل زد ومطالبات بالإفراج عن المعتقلين

المغرب: قوى يسارية ونقابية تتحد لتشكيل "جبهة شعبية" في ظل تصاعد احتجاجات الجيل زد ومطالبات بالإفراج عن المعتقلين

عقدت عدة تنظيمات سياسية ونقابية يسارية، من بينها فيدرالية اليسار الديمقراطي، الحزب الاشتراكي الموحد، وحزب النهج الديمقراطي العمالي، اجتماعًا مشتركًا في الرباط يوم الأحد لمناقشة التطورات المتسارعة المتعلقة بالاحتجاجات الشبابية المعروفة إعلاميًا باسم "حركة الجيل زد". وقد بحثت هذه التنظيمات سبل تنسيق الجهود بين مختلف القوى الديمقراطية والتقدمية في ظل الدينامية الاجتماعية الجديدة التي يشهدها المغرب.

وشارك في الاجتماع عدد من الفاعلين النقابيين والحقوقيين، من أبرزهم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، منظمة "أطاك المغرب"، الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، والنقابات التعليمية والفلاحية التابعة لكل من CDT وUMT وFNE. وأكد مصدر يساري أن النقاش لا يزال مفتوحًا أمام جميع القوى التقدمية الوطنية الراغبة في الانضمام إلى هذا المسار.

أكدت هذه التنظيمات في بلاغ مشترك دعمها للمطالب الاجتماعية والاقتصادية التي يرفعها المحتجون، معتبرة أن ما يحدث يعكس تراكمات لسياسات عمومية فاشلة عمّقت الفقر والهشاشة بين فئات واسعة من الشباب المغربي. كما طالبت بالإفراج عن جميع المعتقلين على خلفية التظاهرات الأخيرة، وفتح تحقيق شفاف في وفاة ثلاثة شبان بمدينة القليعة خلال الاحتجاجات.

وأكدت الهيئات المجتمعة عزمها على مواصلة المشاورات لتوحيد جهودها ضمن إطار وطني مشترك، قد يتطور إلى "جبهة شعبية" تحمل رؤية سياسية واجتماعية بديلة، وفقًا لما نقلته جريدة هسبريس عن مصادر يسارية مشاركة في اللقاء.

وتتواصل الاحتجاجات التي تقودها حركة "جيل زد 212"، حيث خرج أنصارها يوم السبت في مظاهرات هي الثامنة على التوالي في عدة مدن مغربية، للمطالبة بتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وفقًا لما أوردته وسائل إعلام محلية.

وتأتي هذه التظاهرات غير المسبوقة عقب اندلاع موجة غضب منتصف سبتمبر، إثر وفاة ثماني نساء حوامل داخل المستشفى العمومي بأكادير أثناء عمليات ولادة قيصرية، وهو الحدث الذي أشعل شرارة الاحتجاجات الأولى قبل أن تمتد إلى مختلف أنحاء البلاد.

ورفع المتظاهرون في تطوان شعارات من قبيل "الشعب يريد القضاء على الفساد" و"حرية، كرامة وعدالة اجتماعية"، فيما ردد المشاركون في الدار البيضاء هتافات تطالب بـ"التعليم والصحة للجميع". كما شهدت العاصمة الرباط وقفة صغيرة أمام البرلمان شارك فيها نحو اثني عشر شخصًا.

الحركة، التي لا تُعرف هوية قياداتها، كانت قد دعت عبر منصة "ديسكورد" إلى تنظيم احتجاجات متزامنة في 14 مدينة مغربية، محددة توقيتها بين السادسة والتاسعة مساءً.

ورغم تأكيد المنظمين على سلمية تحركاتهم ورفضهم لأي شكل من أشكال العنف أو التخريب، فقد شهدت بعض المدن الصغيرة مواجهات ليلية أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص في القليعة قرب أكادير، بعد محاولتهم اقتحام مركز للدرك الملكي، وفقًا لما أعلنت عنه السلطات المغربية.

مشاركة المقال: