الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 08:51 PM

من التسعينيات إلى اليوم: كيف تتبخر مدخرات السوريين في عمليات احتيال متكررة؟

من التسعينيات إلى اليوم: كيف تتبخر مدخرات السوريين في عمليات احتيال متكررة؟

منذ تسعينيات القرن الماضي، تفاقمت ظاهرة جمع الأموال في سوريا، حيث قام بعض رجال الأعمال بجمع مئات الملايين من الليرات السورية من آلاف المواطنين بحجة استثمارها ومنحهم فوائد مرتفعة. انتهى الأمر بهروب رجال الأعمال واختفاء الأموال. مثال على ذلك، شركة "الحبيب" التي جمعت مبالغ كبيرة واختفت فجأة، مما جعل أغنية سميرة توفيق "دوروا لي عالحبيب" الأكثر انتشاراً.

في عام 2020، تعرض عدد كبير من الدمشقيين، وخاصة "الجوابرة"، لعملية احتيال واسعة النطاق نفذتها شركة "زنبركجي"، التي جمعت مليارات الليرات السورية بدعوى تشغيلها ومنح أصحابها مبالغ شهرية مجزية. تبين لاحقاً أن الشركة غير مرخصة وأُغلقت بالشمع الأحمر من قبل الجهات المعنية، مما أدى إلى ضياع الأموال. وقد أُشير حينها إلى أن العملية قد تكون مرتبطة بـ "مافيات السلطة".

وقبل أيام، تم إغلاق منصة "دبيبو للتداول الرقمي" بعد أن جمع صاحب التطبيق مليار دولار واختفى، في أحدث عملية احتيال تقني. وقد شهدت سوريا خلال الأشهر الماضية تزايداً ملحوظاً في عمليات الاحتيال الإلكتروني، وهو ما حذر منه مصرف سوريا المركزي.

القاسم المشترك بين هذه الأحداث هو بحث السوريين عن قنوات استثمارية لتشغيل مدخراتهم بعيداً عن أعين الجهات الرسمية، بالإضافة إلى فشل النظام المصرفي في كسب ثقة الناس لإيداع مدخراتهم في المصارف، وهو ما يبرره عدم إمكانية سحب المدخرات اليوم. الكثير من أموال السوريين مخبأة في المنازل بسبب حبس سيولة المصارف وعجز المودعين عن سحبها، وبسبب سياسات مصرفية غير حمائية ولا تتمتع بالسرية والاستقلالية، مما أدى إلى مصادرة الأموال وملاحقة الناس بطرق تعسفية.

وضع المصارف اليوم ليس أفضل من الأمس، بل بات أكثر غموضاً وتعقيداً. لابد من تغيير السياسات النقدية والمصرفية وإبعاد المصارف عن التجاذبات السياسية كي لا تفقد ما تبقى لها من ثقة لدى الشارع السوري، ولكي تكون نقطة انطلاق لتوطين الاستثمار وتوظيف المدخرات.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الثورة

مشاركة المقال: