أحيا كورال غاردينيا مساء اليوم حفلاً موسيقياً على مسرح الدراما في دار الأوبرا بدمشق، حيث قدم عملاً موسيقياً جماعياً بعنوان "طقوس سورية"، وهو عبارة عن متتالية تتألف من عشر مقطوعات من نفس المقام.
يركز العمل على فكرة الحياة والموت والصراع الدائر بينهما، وقد قامت المؤلفة الموسيقية وقائدة الكورال "سفانة بقلة" بتحويل هذا الشعور الوجداني إلى متتالية موسيقية تحمل طابع الألم والتراجيديا.
إهداء إلى خالد خليفة
بدأ الحفل بأداء الكورال أغنية بدون موسيقى مهداة إلى الروائي خالد خليفة بعنوان "إلى خالد". استُوحيت كلمات الأغنية من روايته الأخيرة "سمك ميت يتنفس قشور الليمون"، وتعبر عن معاني كيف يمكن للإنسان أن يحيا وهو ميت شعورياً.
مقطوعات سريانية وعربية
تنوعت مقطوعات المتتالية بين اللغتين العربية والسريانية، وهي بالترتيب: "روحي تطوف" (وتعني بالسريانية "روحي كطيفو")، و "أهو الحب" (وتعني "هاثه يو إي حوبو")، ثم "يا صديقي" (وبالسريانية "أوه حاوريدي")، و "في قاع البئر أنا" (ويقابلها بالسريانية "بي يارعو دو بيرو")، و "أفتح صدري" (وتعني "كفتحونو صدري")، و "أنتَ قدسُ الأقداس" (وبالسرياني "هات قدوش قُدشين")، و "سيأتي يوم" (ومعناها في السريانية "غدّوثه يومو").
تحدثت المؤلفة الموسيقية وقائدة الكورال سفانة بقلة لمراسلة سانا عن الجهد الذي بذلته أثناء كتابة النص وترجمته من العربية إلى السريانية الحية المتداولة، وتحويله إلى مقطوعات موسيقية يشعر المستمع خلالها بالتقارب الحقيقي والكبير بين هاتين اللغتين. وأشارت بقلة إلى أنها قصدت بعنوان القطعة الثالثة "أهو الحب" وطننا سوريا الذي نعشقه وهو مجروح وعندما يتعافى، مؤكدة أهمية إقامة هذه الفعاليات لأن الموسيقى جزء لا يتجزأ من هوية الإنسان السوري، وخاصة أننا نملك إرثاً موسيقياً عريقاً وغنياً، وهي الأداة التي تعبر أكثر من أي شيء آخر عن مكنونات الإنسان، وهي حاجة وليست رفاهية.
عبرت بقلة، التي كتبت نص "طقوس سورية" العام الفائت قبل سقوط النظام البائد، عن سعادتها بإعادة عرضه اليوم بعد التحرير، وهي التي شاركت بالثورة واعتُقلت مرتين على يد قوات نظام الأسد على خلفية موقفها. وقد حظيت هذه الأمسية التي تجمع بين لغتين بإعجاب الحضور، الذين عبروا عن سعادتهم بعودة النشاط إلى دار الأوبرا، والتي من شأنها إحياء الحس الفني والرابط الاجتماعي والفكري بين أبناء الشعب السوري بمختلف مكوناته.