مع انقضاء الأسابيع الأولى من العام الدراسي الجديد، تواجه مدارس ريف حلب الجنوبي تحديات جمة تهدد العملية التعليمية، وذلك بسبب النقص الحاد في التجهيزات الأساسية مثل المقاعد، والكهرباء، والمرافق الصحية المناسبة.
في بلدة العيس، تعكس المدرسة الابتدائية الغربية حجم المعاناة التي تواجهها المؤسسات التعليمية في المنطقة. صرح مصطفى الشواخ، مدير المدرسة لـ"سوريا 24"، أن المدرسة تستقبل حوالي 350 طالبًا وطالبة، وتضم 13 غرفة صفية و3 غرف إدارية وغرفة مخبر واحدة، لكنها تفتقر إلى الكهرباء بشكل كامل وتحتاج إلى منظومة طاقة شمسية لتوفير الإضاءة وتشغيل الأجهزة التعليمية. وأضاف أن الحمامات غير صالحة للاستخدام، ولا يوجد في المدرسة أي كرسي أو طاولة سليمة.
كما أشار الشواخ إلى أن سقف المدرسة بحاجة إلى عزل عاجل مع اقتراب فصل الشتاء، وأن سور المدرسة يعاني من التآكل والتصدعات نتيجة القصف السابق، مما يشكل خطرًا على سلامة الطلاب. وأكد أن الإدارة تفتقر إلى المستلزمات الأساسية، مثل المكاتب والأدوات، وأن المقاعد الدراسية شبه معدومة، مما يجعل التعليم تحديًا يوميًا.
وفي ثانوية قنسرين للبنين، يبدو الوضع مماثلاً. وصفت مديرة المدرسة، عطارد العبد، الوضع لـ"سوريا 24" قائلة: "المدرسة مكونة من بناء وطلاب ومدرسين فقط... وبحاجة إلى كل شيء". وأوضحت أن المدرسة التي تضم حوالي 400 طالب تعاني من نقص حاد في المقاعد الدراسية، وغياب ثماني سبورات صفية، وعدم توفر الكهرباء، مما يجعل الحاجة إلى منظومة طاقة شمسية ضرورية. كما أشارت إلى أن الحمامات غير صالحة للاستخدام، ولا تتوفر فيها كراسٍ أو طاولات للطلاب والمعلمين. وأضافت أن الإدارة تعمل في ظروف غير مجهزة، وأن السقف بحاجة إلى عزل عاجل قبل حلول الشتاء، مؤكدة أن الوضع مأساوي وأن المدرسة بحاجة إلى كل شيء لتبدأ عامها الدراسي بشكل طبيعي.
أما ثانوية قنسرين للبنات، فيصف مديرها عبد الإله العبدو، الواقع بحسرة، قائلاً إن الثانوية التي تضم نحو 300 طالبة باتت بلا مقومات تعليمية حقيقية، موضحاً: "المدرسة مكوّنة من بناء وطالبات ومعلمات فقط، لكنها تفتقر إلى كل شيء آخر تقريباً." وتعاني المدرسة من نقص حاد في المقاعد الدراسية وغياب ثماني سبّورات صفية، إلى جانب انعدام الكهرباء والحاجة الماسة إلى منظومة طاقة شمسية. كما أن الحمامات غير جاهزة للاستخدام، والإدارة بلا مكاتب أو تجهيزات أساسية، فيما السقف يحتاج إلى عزل عاجل قبل حلول فصل الشتاء.
وفي المدرسة الابتدائية المحدثة، يتحدث المدير أحمد العلي عن مدرسة تضم 250 طالبًا وطالبة موزعين على ست غرف صفية فقط، موضحاً أن شعبة الصف الأول وحدها تضم 60 طالباً، فيما تضم شعبة الصف السادس 45 طالباً، ما يجعل الكثافة الصفية خانقة. وتقع المدرسة على طريق عام يربط بين العيس والحاضر، فيما سورها مدمّر تماماً نتيجة القصف، ما يشكّل خطرًا مباشرًا على حياة الطلاب. أما عن واقع الخدمات، فيقول العلي: "لا كهرباء، ولا منظومة طاقة شمسية، الحمامات غير جاهزة، لا توجد طاولات أو كراسٍ، والإدارة بلا تجهيزات، والسقف بحاجة إلى عزل قبل أن يبدأ الشتاء".
وتستقبل المدرسة الابتدائية العيس القديمة نحو 650 طالبًا وطالبة موزعين على 14 غرفة صفية و3 غرف إدارية، لكنها تواجه تحديات كبيرة تعرقل العملية التعليمية. يقول المدير، أحمد العبد، إن المدرسة تفتقر إلى الكهرباء وتحتاج بشكل عاجل إلى منظومة طاقة شمسية لتأمين الإضاءة وتشغيل الأجهزة التعليمية، كما أن الحمامات غير جاهزة للاستخدام. ويضيف العبد أن المدرسة بلا كراسي أو طاولات، فيما الإدارة بحاجة إلى تجهيز كامل بالمستلزمات الأساسية. كما أن السقف يحتاج إلى عزل عاجل مع اقتراب فصل الشتاء، في حين أن السور متهالك ويشكل تهديدًا على سلامة الطلاب.
مدارس بلدة العيس اليوم تمثل صورة حية للتحدي والإصرار في مواجهة الدمار والإهمال. مديرون يجلسون على الأرض لإدارة المدارس، طلاب بلا مقاعد، ومبانٍ تفتقر إلى أبسط مقومات الأمان. الحمامات غير جاهزة، الكهرباء غائبة، والسقوف بحاجة إلى عزل عاجل مع اقتراب الشتاء. يبقى النداء صريحاً لكل الجهات المعنية، ضرورة تقديم الدعم العاجل للمباني، تجهيز المدارس بالمستلزمات الأساسية، وتأمين بيئة تعليمية آمنة للطلاب والمعلمين على حد سواء، لضمان ألا يصبح التعليم في العيس مجرد واجهة صورية، بل رسالة حقيقية تبني المستقبل.