الأحد, 12 أكتوبر 2025 01:01 AM

نضال شرف: تسمية "جبل العرب" بـ"جبل باشان" خيانة للهوية السورية وتخدم المشروع الإسرائيلي

نضال شرف: تسمية "جبل العرب" بـ"جبل باشان" خيانة للهوية السورية وتخدم المشروع الإسرائيلي

أكد الكاتب والباحث في تاريخ وتراث حوران، نضال شرف، أن إطلاق تسمية "جبل باشان" على "جبل العرب" في بيان حكمت الهجري، يمثل محاولة واضحة لفصل المنطقة عن هويتها العربية والسورية الأصيلة، وفرض هوية غريبة عنها.

وأشار شرف إلى أن مصطلح "باشان" يعود إلى الكنعانيين ويعني أرض الخصب والخير، لكن التوراة قامت بسرقة هذا الاسم من أصحابه الأصليين لفرض سيطرتها ونفوذها على المنطقة.

وفي تصريح لـ"الوطن"، أوضح شرف أن بيان الهجري مليء بالأكاذيب والتضليل، مؤكداً أن الجبل كان يسمى تاريخياً "جبل حوران"، كما ورد في حوليات الملك الآشوري سلمناصر الثالث عام 859 قبل الميلاد، عندما غزا دمشق. وأضاف أن الشعراء العرب تغنوا به منذ الجاهلية وسموه أيضاً "جبل الريان" لكثرة العنب ومعاصره فيه، كما أطلق عليه "جبل بني هلال" نسبة إلى قبيلة هلال التي سكنت الجبل بعد هجرتهم من شبه الجزيرة العربية، ثم سمي "جبل الدروز" عقب أحداث 1860 لكثرة لجوء دروز لبنان إليه واستقبال العشائر العربية لهم، وبعد الاستقلال عن فرنسا سمي "جبل العرب".

وشدد الباحث على أن استخدام مصطلح "باشان" في بيان الهجري ليس عفوياً، بل هو رسالة سياسية واضحة: يسعى الهجري لجعل السويداء جزءاً من المشروع الإسرائيلي في المنطقة، في محاولة لتزوير التاريخ والجغرافيا والهوية الوطنية عبر مصطلحات دخيلة ذات دلالات سياسية خطيرة.

وأوضح الكاتب أن الهجري، الذي عاد من بلاد الاغتراب، يحاول اليوم محو الجذور التاريخية واستبدالها بمصطلحات توراتية لتلميع صورته أمام إسرائيل التي تدعمه وتغذيه بالأوهام، معتقداً أن التلاعب بالأسماء يمكن أن يغير حقائق التاريخ والجغرافيا والانتماء.

وأكد شرف أن من يزور الاسم يزور الانتماء، وأن من يستبدل "جبل العرب" بـ"جبل باشان" إنما يعلن خيانته للتاريخ والأرض ودماء الأجداد، مؤكداً أن جبل حوران سيبقى عربياً سورياً وطنياً رغم كل محاولات التشويه.

وأعرب عن أسفه لأن الهجري يدعي الحرص على أبناء السويداء، بينما جعل مدينتهم ساحة لصراع الميليشيات ومسرحاً للتصفيات والاقتتال الداخلي، وأداة رخيصة بيد الخارج لتمزيق وحدة البلاد، حيث تحولت السويداء، تحت سيطرة ميليشياته، إلى منطقة تعاني من الفوضى والفقر والابتزاز، فيما تسرق مجموعاته المسلحة المساعدات التي تقدمها الدولة السورية لأهلها، وتحتكرها لخدمة مصالحها الضيقة.

واختتم الكاتب بالإشارة إلى أن بيان الهجري هو محاولة يائسة للهروب من الفشل، بعد أن رأى كيف استعادت الدولة السورية حضورها القوي في الميادين السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، وكيف بدأ مشروعه الانفصالي يتهاوى أمام صمود السوريين ووحدتهم، وأن مصطلح "جبل باشان" ليس إلا ستاراً واهياً يخفي الارتباط الإسرائيلي بهذا المشروع، الذي رفضه أبناء السويداء الأحرار.

مشاركة المقال: