الأحد, 12 أكتوبر 2025 03:50 PM

تفاصيل جديدة تكشف عن هجوم 7 أكتوبر: وثيقة بخط السنوار تكشف التخطيط الممنهج

تفاصيل جديدة تكشف عن هجوم 7 أكتوبر: وثيقة بخط السنوار تكشف التخطيط الممنهج

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية وتحليل لصحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل جديدة حول هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، تتضمن وثائق توجيهية لقيادة "حماس" تشرح بالتفصيل خطة الهجوم، وتُظهر أن العملية لم تكن عفوية بل نتيجة تخطيط طويل وممنهج.

الوثيقة التي عُثر عليها في مجمع تحت المستشفى الأوروبي في خان يونس حيث قُتل زعيم القيادي في "حماس" محمد السنوار كتبت بخط يد العقل المدبر للهجوم في آب/أغسطس 2022، وفق تحقيق للمركز الإسرائيلي لمعلومات الاستخبارات والإرهاب اللواء مائير عاميت.

تصف الوثيقة، المؤلفة من ست صفحات، مراحل "التضليل" و"الاجتياح" بدقة: اقتحام البوابات من أماكن عدة لتمكين تدفق القوات في موجات، وإعداد الجرافات لفتح ممرات، وإزالة الأسلاك الشائكة، وتحديد مواقع رئيسية مثل بوابة إيرز ومنطقة ناحال عوز. ويقدر السنوار أن مرحلة الاقتحام الأولى ستستغرق 10-15 دقيقة، تليها استدعاءات موجّهة للقوات لتوسيع الهجوم أو التأهب للدفاع عند الحاجة.

تضمن النص توجيهات صريحة بشأن العنف، من اقتحام وقتل ودوس جنود من الجيش الإسرائيلي، إلى حرق المنازل وتوثيق الفظائع كأداة نفسية لبث الرعب وكسب الدعم الإقليمي. كما حث السنوار عناصره على تصوير العمليات وتوزيع المُحتوى لرفع تأثير الحرب الإعلامي وكسب تأييد عربي ودفع مجموعات "المقاومة" للانضمام.

حلّل مركز "اللواء مائير عاميت" الوثيقة واعتبر أن هدفها لم يقتصر على شن هجوم واسع، بل سعى إلى "تغيير استراتيجي شامل للوضع الميداني" عبر السيطرة على مراكز القيادة والاتصالات لفرض واقع جديد على الأرض. وأشار المركز إلى أن السنوار درس نقاط ضعف الجيش الإسرائيلي واستغلها من خلال تحركات مكثفة قبل العملية لتبديل الانتباه، ما وصفه بالتمويه الذي يجعل الأعمال غير الاعتيادية تبدو روتينية لدى العدو.

وتدعم تسجيلات من وحدة الاستخبارات 8200 هذه الخلاصات، إذ وثّقت قيادات وعناصر "حماس" تنفيذهم التعليمات بدقة، بحسب التحقيقات الصحافية. كما ذكرت تقارير ميدانية عن أعمال استفزازية قبيل الهجوم، بينها تظاهرات قرب السياج ومحاولات تسلقه، فضلاً عن تجهيزات أرضية بالمعدات الثقيلة في مواقع مختارة.

وفي التفاصيل، تدعو المذكرة المقاتلين إلى استهداف الجنود والمجتمعات المدنية، وكذلك بث الأعمال العنيفة لإثارة الخوف لدى الإسرائيليين وزعزعة استقرار البلاد. وبحسب ما أفادت "نيويورك تايمز"، كان قادة "حماس" قد أصدروا تعليمات مماثلة في 7 أكتوبر، وفقاً لساعات من الاتصالات التي لم يسبق الإبلاغ عنها بين القادة والمرؤوسين والتي اعترضتها إسرائيل أثناء الهجوم وشاركتها مع الصحيفة الأميركية.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن المذكرة تظهر أن السنوار أراد من مقاتليه استهداف المدنيين منذ البداية، ما يتعارض مع ما أعلنته قيادة الجماعة علناً. برغم أن المذكرة لا تذكر صراحةً خططاً لخطف المدنيين أو قتلهم، إلا أنها تصدر أوامر للمقاتلين بدخول الأحياء السكنية وإشعال النار فيها "بالبنزين أو الديزل". وقالت المذكرة: ”يجب التحضير لعمليتين أو ثلاث عمليات يتم فيها حرق حي كامل أو مستوطنة أو ما شابه ذلك”.

وفي ترديد للمذكرة، قبل الساعة 10 صباحاً بقليل من يوم 7 تشرين الأول، قال قائد من كتيبة مدينة غزة يُدعى أبو محمد لمرؤوسيه: “ابدأوا بإشعال النار في المنازل… أريد أن يحترق الكيبوتس (مستوطنة) بأكمله”.

وقال قائد في مدينة جباليا شمال غزة يُدعى أبو العبد في الوقت نفسه تقريباً: ”أشعلوا النار في أي شيء”.

وقال مسؤولين إسرائيليين عديدون إن إسرائيل درست المذكرة والمحادثات المعترضة لتعميق فهمها للهجوم. وأعد معهد غازيت (مركز أبحاث تابع لمديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية) تقريراً سرياً عن هذه المواد، قال فيه إن “قيادة حماس خططت ونفذت هجوماً اتسم بأعمال وحشية غير عادية”. وقال التقرير إن الهدف من الهجوم هو إحداث اضطراب كبير في البلاد والجيش.

وتقدم المذكرة المكتوبة بخط اليد والمراسلات المعترضة نظرة أكثر تفصيلاً على تفكير الجماعة وأفعالها في الوقت الفعلي. وقد حددت المذكرة خطة لشن هجوم مفاجئ على إسرائيل، داعية إلى استخدام الجرافات لفتح ثغرات في السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل، وإرسال موجات متعددة من المهاجمين. وأعربت عن أملها في أن يكون لهذه الأعمال تأثير صادم كبير. وقالت: “دوسوا على رؤوس الجنود”.

وذكرت “إطلاق النار على الجنود من مسافة قريبة، وذبح بعضهم بالسكاكين، وتفجير الدبابات”. ووفقاً للمحادثات المعترضة، كرر القادة تعليمات مماثلة في يوم الهجوم. وقال قائد من كتيبة في شمال غزة لفريقه: “اقطعوا حناجرهم. اقطعوا حناجرهم كما تدربتم”.

وأظهرت المحادثات المعترضة مقاتلي "حماس" يدعون عموماً إلى العنف وأخذ الأسرى. عندما سأل أحد المسلحين عما إذا كان عليه مواجهة الأشخاص على الطريق، أجاب قائد من كتيبة جباليا يُدعى أبو معاذ بالإيجاب وقال: “اقتلوا كل من على الطريق… اقتلوا كل من تصادفونه”.

وقال أحد المقاتلين: “نحن الآن في بداية الكيبوتس. لقد قضينا على من فيه. هناك مستوطنون قتلناهم”.

وقال أبو معاذ، وفقاً للمحادثات التي تم اعتراضها: “يا رفاق، خذوا الكثير من الرهائن. خذوا الكثير من الرهائن”.

وذكرت المذكرة أن أفعال المجموعة يجب أن تُبث إلى العالم العربي لتعبئة الناس خارج غزة للانضمام إلى القتال. وتصورت الخطة أن الفلسطينيين في الضفة الغربية والعرب في إسرائيل و”أمتنا” – إما في إشارة إلى العرب أو المسلمين أو كليهما – سوف “يستجيبون إيجابا لدعواتهم للانضمام إلى الثورة”.

وقالت المذكرة: “يجب التأكيد لقادة الوحدات للقيام بهذه الأعمال عن قصد، وتصويرها وبث صورها في أسرع وقت ممكن”.

كما تظهر محاضر اجتماعات "حماس" السرية في الفترة التي سبقت هجوم 7 أكتوبر كيف كان السنوار مصمماً على إقناع حلفاء "حماس"، إيران و"حزب الله"، بالانضمام إلى الهجوم، أو الالتزام بقتال أوسع نطاقاً مع إسرائيل.

ووفقا للسلطات الإسرائيلية، قُتل حوالي 300 جندي في هجوم 7 أكتوبر. وأدت الثغرات الأمنية التي كشف عنها الهجوم، بما في ذلك فشل إسرائيل في العثور على مثل هذه الوثائق مسبقا وتجاهلها للتحذيرات الأخرى، إلى إجراء تحقيق واسع النطاق من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. وقد حطم الهجوم الذي كان أكثر الأيام دموية لليهود منذ الهولوكوست، شعور إسرائيل بالأمان. وفي 7 تشرين الأول، قتلت "حماس" حوالي 1200 شخص واختطفت حوالي 250 آخرين إلى غزة.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: