أطلق أمين الناصر، رئيس شركة "أرامكو" السعودية للنفط والغاز الطبيعي، تحذيراً بشأن أزمة نفط عالمية تلوح في الأفق. وأرجع الناصر هذا الخطر إلى تراجع حاد في الاستثمارات بقطاعي الاستكشاف والإنتاج على مدار العقد الماضي، وذلك في ظل تصاعد مستمر للطلب العالمي على الطاقة.
وفي مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، شدد الناصر على أن حجم الإنفاق الحالي في قطاع النفط غير كافٍ على الإطلاق. وأوضح أن استمرار هذا النمط سيؤدي حتماً إلى أزمة في الإمدادات، خاصة مع الفترة الزمنية التي تستغرقها مشاريع الطاقة الجديدة، والتي تتراوح بين 5 و 7 سنوات.
وأشار الناصر إلى أن شركات الطاقة الكبرى قد خفضت إنفاقها بشكل ملحوظ منذ انهيار أسعار النفط في عام 2014، وذلك بسبب الضغوط المتزايدة للتحول نحو الطاقة النظيفة ومطالب المستثمرين بتحقيق أرباح سريعة، مما أدى إلى ظهور فجوة استثمارية تهدد استقرار السوق.
ولم يكن هذا التحذير هو الوحيد من نوعه، فقد صرح هيثم الغيص، المدير العام لمنظمة "أوبك"، خلال مشاركته في "أسبوع الطاقة الروسي 2025" المنعقد في موسكو، بأن العالم سيحتاج إلى زيادة في الطاقة بنسبة 23 بالمئة بحلول منتصف القرن الحالي، الأمر الذي يستلزم استثمارات ضخمة في البنية التحتية للطاقة التقليدية.
وبحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن تنخفض استثمارات النفط والغاز بنسبة 6 بالمئة هذا العام لتصل إلى 420 مليار دولار، وهو أول تراجع منذ جائحة كورونا. وحذرت الوكالة من أن عدم ضخ استثمارات جديدة سيؤدي إلى انخفاض سنوي في المعروض يعادل إنتاج النرويج والبرازيل مجتمعتين، أي ما يزيد عن 5 ملايين برميل يومياً.