أكد وزير الخارجية والمغتربين، أسعد حسن الشيباني، في حوار خاص مع قناة الإخبارية السورية، أن سوريا تعمل على إعادة تنظيم علاقاتها الدولية وفق أسس جديدة تخدم المصالح الوطنية. وأشار إلى أن العلاقات مع روسيا والصين ولبنان تخضع لعملية مراجعة وتصحيح، بهدف تجاوز الأساليب التي كانت سائدة في الماضي.
وشدد الشيباني على رفض الحكومة القاطع لأي شكل من أشكال الفدرالية، مؤكدًا التمسك بوحدة الأراضي والشعب السوري. وأوضح أن التعامل مع روسيا يتم بصورة تدريجية، مع عدم وجود اتفاقيات جديدة قيد التوقيع، وأن الاتفاقيات السابقة التي أبرمها النظام السابق تعتبر معلقة وغير مقبولة.
وبيّن أن التحركات الدبلوماسية السورية تتسم بالهدوء والتخطيط، ولا تتضمن أي تنازلات عن حقوق السوريين. وأضاف أن العلاقات مع روسيا والصين وأوروبا يجب أن تُبنى على أساس مكانة سوريا، وأن يتم استغلالها لخدمة مصالح الشعب السوري. وأعلن عن زيارة رسمية مرتقبة إلى بكين في الشهر المقبل، بهدف تصحيح العلاقة مع الصين، التي قدمت دعمًا سياسيًا للنظام السابق واستخدمت حق النقض (الفيتو) لصالحه.
وفيما يتعلق بلبنان، أوضح الشيباني أن النظام السابق أساء إلى صورة سوريا والسوريين هناك، وأن الحكومة الحالية تسعى لتصحيح هذه السياسة، بما في ذلك إيجاد حل لملف الموقوفين السوريين بتهم سياسية، والذين تم توقيفهم تحت ضغوط من السلطات السابقة. وأكد أن التحول الحالي في الدبلوماسية السورية يمثل نقطة تحول مهمة في إعادة تقديم سوريا بصورة لائقة وطبيعية على الساحة الدولية.
وأشار إلى أن وزارة الخارجية تعمل على تجاوز آثار الدبلوماسية السابقة، التي وصفها بـ "الابتزازية"، والتحول نحو نهج منفتح على الحوار والتعاون. وأضاف أن الحكومة الحالية جاءت من "رحم الثورة والمعاناة"، وأن الوزارة تمثل صوت السوريين في الداخل والخارج، وتشكل خط الدفاع الأول عن المصالح الوطنية، بالإضافة إلى دورها المحوري في إعادة الإعمار. وتسعى الوزارة لتخفيف آثار العقوبات الاقتصادية من خلال تحسين العلاقات مع الدول المستضيفة للسوريين، مؤكدًا أن سوريا انتقلت من مرحلة الحرب إلى مرحلة بناء المستقبل، وهو ما يتطلب جهودًا مضاعفة.
وفيما يتعلق بالتحديات، أوضح أن الدبلوماسية السورية نجحت في تجاوز الصورة السلبية التي خلفها النظام السابق، وأعادت سوريا إلى العديد من المنظمات الدولية، دون الانخراط في أي محاور أو معسكرات، مع الالتزام بنهج دبلوماسي متوازن. وأشار إلى أن مشاركة الرئيس أحمد الشرع في الجمعية العامة للأمم المتحدة عكست رؤية الحكومة الجديدة، وقدمت رسالة واضحة مفادها أن السوريين يرغبون في إعادة بناء بلدهم.
وفيما يخص الملف الداخلي، وتحديدًا السويداء، وصف الشيباني ما حدث بأنه "جرح سوري"، مشيرًا إلى وجود لجنة لتقصي الحقائق وخارطة طريق حظيت بموافقة الشركاء، ودعا نخب المحافظة ومشايخها إلى المساهمة في تجاوز الأزمة. أما فيما يتعلق بملف "قسد"، فأكد أن الدبلوماسية السورية نجحت في إقناع الدول المعنية بأن الحل الوحيد يكمن في تنفيذ اتفاق العاشر من آذار، محذرًا من أن أي تأخير في ذلك يضر بمصالح المدنيين وعودة المهجرين، معتبرًا أن منطقة شمال وشرق سوريا أمام فرصة تاريخية لتكون جزءًا فاعلًا في المرحلة المقبلة.