الأحد, 26 أكتوبر 2025 07:17 PM

مزارعو القنيطرة يواجهون تحديات جمة: ارتفاع التكاليف والتوغلات الإسرائيلية تهدد موسم الزيتون

مزارعو القنيطرة يواجهون تحديات جمة: ارتفاع التكاليف والتوغلات الإسرائيلية تهدد موسم الزيتون

يواجه مزارعو بلدة جباتا الخشب في ريف القنيطرة صعوبات متزايدة مع بداية موسم قطاف الزيتون لهذا العام. فعلى الرغم من أن الموسم يبدو واعدًا من حيث الإنتاج، إلا أن التكاليف الباهظة للزراعة والعمل، بالإضافة إلى انخفاض الأسعار، تنذر بخسائر محتملة للمزارعين بدلًا من تحقيق الأرباح المرجوة.

أوضح المزارع أبو صدام في حديث لسوريا 24 أن "موسم الزيتون هذا العام يعتبر مقبولًا من حيث الإنتاج، لكن تكاليف العمالة كانت مرتفعة للغاية، بدءًا من ري الأرض وتقليم الأشجار وصولًا إلى قطف الثمار، ناهيك عن الأجور المتزايدة للعمال، مما يجعل الفلاح في النهاية هو الطرف الخاسر".

وأشار أبو صدام إلى أن "التوغلات الإسرائيلية المتكررة في محيط البلدة ومنع الأهالي من الوصول إلى أراضيهم الزراعية خلال فترات العناية بالأشجار" أدت إلى تدهور جودة الإنتاج وتكبيد العديد من المزارعين خسائر في مصدر رزقهم الأساسي.

من جانبه، صرح أبو رامي، أحد سكان البلدة، لسوريا 24 قائلًا: "لم تعد الزراعة كما كانت في السابق، فالمزارع اليوم يواجه عبئًا مضاعفًا يتمثل في تكلفة المحروقات وأجور العصر، بالإضافة إلى صعوبة تسويق الزيت بأسعار عادلة". وأضاف أن بعض المزارعين اضطروا إلى بيع محاصيلهم قبل الحصاد بأسعار بخسة لتغطية نفقاتهم.

عادة ما يبدأ موسم قطاف الزيتون في بلدة جباتا الخشب في منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، حيث يتوجه السكان إلى بساتينهم في أجواء احتفالية تجمع العائلات من مختلف الأعمار. إلا أن الموسم الحالي بدأ متأخرًا بعض الشيء بسبب الأحوال الجوية وارتفاع تكلفة العمالة، مما دفع الكثيرين إلى الاعتماد على أفراد الأسرة في الحصاد لتقليل النفقات. ومع ذلك، يظل الموسم مناسبة ينتظرها المزارعون بفارغ الصبر، لما يمثله من ارتباط بالأرض ومصدر رزق رئيسي لسكان المنطقة.

تعتبر زراعة الزيتون من أهم الموارد الزراعية في محافظة القنيطرة، حيث تنتشر أشجاره على نطاق واسع في القرى الشمالية للمحافظة مثل جباتا الخشب وطرنجة وأوفانيا، ويعتمد عليها معظم السكان كمصدر دخل أساسي. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت انخفاضًا ملحوظًا في الإنتاج نتيجة للظروف الأمنية وصعوبة الوصول إلى بعض الأراضي القريبة من خطوط التماس، بالإضافة إلى الارتفاع الحاد في تكاليف الخدمات الزراعية من ري وتقليم ونقل وعصر.

ويؤكد أهالي المنطقة أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه، في ظل غياب الدعم الزراعي وعدم وجود تسعيرة عادلة للزيت، قد يدفع العديد من المزارعين إلى التخلي عن أراضيهم، مما يهدد مستقبل هذا القطاع الحيوي في منطقة لطالما اشتهرت بجودة زيتونها وزيتها.

مشاركة المقال: