الإثنين, 27 أكتوبر 2025 01:42 AM

عودة مجانية: مئات السوريين في ليبيا يستفيدون من مبادرة لتذاكر السفر إلى الوطن

عودة مجانية: مئات السوريين في ليبيا يستفيدون من مبادرة لتذاكر السفر إلى الوطن

توافد مئات السوريين المقيمين في ليبيا، والذين لجأوا إليها على مر السنوات هرباً من الحرب في بلادهم، يوم السبت، إلى وكالة سفر في طرابلس للاستفادة من مبادرة تذاكر العودة المجانية التي تقدمها دمشق. وقد رصد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية توافد أكثر من 700 مواطن سوري بحلول منتصف النهار للحصول على تصاريح عبور أو تذاكر سفر لحاملي الإقامات، وذلك من الوكالة المعتمدة من دمشق والواقعة في ضاحية طرابلس.

خلال الأيام الأخيرة، تقدم آلاف السوريين بطلباتهم بعد إعلان وزارة الخارجية السورية عن توفير تذاكر طيران مجانية للسوريين الراغبين في العودة من ليبيا. ومن بين هؤلاء، وليد حمود (32 عاماً)، المقيم في ليبيا منذ خمس سنوات، والذي يعترف بأن «الوضع في سوريا ليس مستقراً كثيراً»، لكنه يسعى لتسوية وضعه «حتى نستطيع أن نذهب إلى سوريا ونرجع إلى ليبيا بشكل قانوني».

من جهته، يقول رامي حسون، الذي فر من مدينة إدلب عام 2020، إن سوريا «رجعت أفضل من السابق بكثير، والشغل موجود»، مضيفاً: «كنا لا نستطيع السفر وقضينا وقتاً طويلاً في ليبيا». ويؤكد محمود نصر الدين، اللاجئ في ليبيا منذ ثلاث سنوات: «نحن نسعى إلى أن نعمل، وأن نعمّر من جديد الدمار الذي حدث». ويعرب الشاب السوري، البالغ 23 عاماً، والمتحدر من حلب، عن امتنانه لعودة السفارة السورية للعمل، قائلاً: «كانت العودة إلى سوريا صعبة لو لم تكن هناك سفارة»، معرباً عن أمله في أن «يكون هناك عمل» في بلاده.

في منتصف أغسطس (آب) الماضي، أعاد وفد أرسلته دمشق فتح السفارة السورية في طرابلس، بعد إغلاقها منذ عام 2012، لكنها لم تبدأ تقديم الخدمات القنصلية على الفور. وفي بداية أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، نظمت المنظمة الدولية للهجرة «بناءً على طلب وزارة الخارجية والمغتربين السورية»، عملية إعادة 152 سورياً «في أوضاع هشة»، كانوا يعيشون في ليبيا منذ أكثر من عشر سنوات، كجزء من برنامجها للعودة الطوعية.

لا يوجد إحصاء رسمي لعدد السوريين في ليبيا، لكنَّ آلاف العائلات تعيش في البلد منذ عقود. وقد وصل آلاف آخرون هرباً من الحرب، في محاولة لعبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.

من جهة أخرى، أعادت السلطات في شرق ليبيا، يوم السبت، فتح مطار خليج سرت الدولي بعد توقف دام 12 عاماً بسبب الصراع، والقلاقل التي مرت بها البلاد، في خطوة تقول جهات محلية وسكان إنها ستخفف مشقة السفر عن أهل المنطقة الوسطى وتنعش الأنشطة الاقتصادية. وكان المطار قد خرج من الخدمة منذ عام 2013 مع تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد، بعد الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011، وتعرض لأضرار جسيمة خلال سيطرة تنظيم «داعش» المتشدد على سرت، الواقعة في وسط ليبيا بين عامي 2015 و2016، عندما دُمرت كل مرافقه الرئيسية تقريباً، بما في ذلك المدارج وصالات الركاب وبرج المراقبة.

شارك في مراسم الافتتاح عدد من المسؤولين التابعين للحكومة، التي تتخذ من شرق ليبيا مقراً، وعدد من المشرعين عن سرت في مجلس النواب الليبي الذي يتخذ من بنغازي مقراً. وقال المدير العام للجهاز الوطني للتنمية والإعمار، محمود الفرجاني، إن المشروع مثل «إعادة بناء كاملة من الصفر»، مضيفاً أن إنجازه استغرق 11 شهراً رغم «صعوبة المهام وحجم العمل».

* صحيفة الشرق الأوسط

مشاركة المقال: