سحبت إدارة البيت الأبيض في الولايات المتحدة الأمريكية ترشيح الدبلوماسي جويل رايبورن، وذلك بعد أيام من اقتراحه لتولي منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام أمريكية.
وكانت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي قد صوتت في 22 تشرين الأول الحالي بأغلبية 15 صوتًا مقابل سبعة أصوات لصالح ترشيح رايبورن لهذا المنصب.
وبحسب وكالة "أكسيوس"، التي كانت أول من نشر الخبر مساء الاثنين 27 تشرين الأول، نقلاً عن ثلاثة مصادر لم تسمها، سحب البيت الأبيض ترشيح رايبورن. كما أكدت صحيفة "ذا نيويورك تايمز" الخبر نقلاً عن ثلاثة مسؤولين مطلعين على القرار، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام، دون تقديم أي تفسير لهذه الخطوة.
ونقلت "أكسيوس" عن شخص مطلع قوله إن رايبورن لم يكن يحظى بالأصوات الكافية، مضيفًا أن إدارة البيت الأبيض "ستسير في اتجاه مختلف".
وأشار الموقع إلى أن السيناتور راند بول عارض ترشيحه في اللجنة، ورغم ذلك تم تقديم الترشيح، إلا أن معارضته صعّبت تمريره في جلسة التصويت الكاملة في مجلس الشيوخ، مما دفع البيت الأبيض إلى سحب ترشيحه. وقال بول لموقع "أكسيوس" إنهم صوتوا الأسبوع الماضي لإحالته دون توصية، دون أن يؤكد ما إذا كان ترشيحه قد سُحب رسميًا.
بمواجهة المجلس
يعتبر رايبورن من الشخصيات البارزة في السلك الدبلوماسي الأمريكي، ولديه اطلاع واسع على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا. وقد واجه رايبورن اتهامات بالضلوع مع رئيسه آنذاك، جيمس جيفري، في تضليل الإدارة في واشنطن بشأن عدد القوات العسكرية الأمريكية الموجودة في سوريا، وذلك في محاولة للإبقاء على وجود عسكري أكبر في الوقت الذي كان يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسحب القوات.
وكان الرئيس ترامب قد رشح رايبورن لهذا المنصب لأول مرة في ولايته الجديدة في شباط الماضي، إلا أن ترشيحه ظل معلقًا في مجلس الشيوخ. وفي أيار الماضي، عقدت جلسة استماع لرايبورن للتصديق على ترشيحه، لكنه واجه أسئلة "صعبة" من السيناتور راند بول.
وبحسب وكالة "رويترز"، لم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق على سحب الترشيح.
من هو رايبورن؟
جويل رايبورن هو مؤرخ وباحث متخصص في شؤون الشرق الأوسط، ودبلوماسي وضابط عسكري سابق. شغل منصب المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا بين عامي 2018 و2021، وفقًا لما ذكره "المركز الأمريكي لدراسات الشام". وخلال هذه الفترة، اطلع على الأنشطة الدبلوماسية الأمريكية المتعلقة بسوريا، وأشرف على أكثر من 100 دبلوماسي وموظف حكومي في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا.
وتسلم رايبورن عدة مناصب تتعلق بإدارة الشؤون الخارجية في المنطقة العربية، وعلى رأسها سوريا، إذ شغل منصب رئيس البعثة الأمريكية لسوريا بين تشرين الثاني 2020 إلى كانون الثاني 2021. وكان أيضًا مساعد نائب وزير الخارجية لشؤون بلاد الشام حتى تشرين الثاني 2020، ومسؤولاً عن تنفيذ السياسة الأمريكية المتعلقة بسوريا والأردن ولبنان.
رايبورن حاصل على ماجستير في التاريخ من جامعة "تكساس إيه آند إم"، وماجستير في الدراسات الاستراتيجية من الكلية الحربية الوطنية. وينحدر من ولاية أوكلاهوما ويقيم في العاصمة الأمريكية واشنطن.