اتهمت القوة المشتركة للحركات المسلحة في دارفور، غربي السودان، قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة مروعة في مدينة الفاشر، حيث زعمت مقتل ألفي مدني خلال 48 ساعة فقط، وتحديدًا يومي 26 و27 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
أوضحت القوة المشتركة، المتحالفة مع الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع، أن "المليشيا" نفذت "جرائم بشعة" ضد المدنيين العزل في الفاشر، مؤكدة تصفية وقتل أكثر من ألفي شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ، "على مرأى ومسمع من العالم".
وحمّلت القوة في بيان لها "قوات الدعم السريع وحلفاءها والدول الداعمة" (دون تحديدها) المسؤولية الجنائية والأخلاقية والقانونية عن هذه "الانتهاكات"، واصفة إياها بـ"جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية".
ودعت القوة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية الدولية إلى ضرورة تصنيف "الدعم السريع" كـ"منظمة إرهابية" وتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة الدولية.
وجدد البيان تأكيد القوة المشتركة للحركات المسلحة على التزامها بـ"العهد قتالًا تحت قيادة القوات المسلحة السودانية دفاعًا عن الشعب السوداني"، مع التمسك الكامل بالقانون الإنساني الدولي.
وتتشكل القوة المشتركة من الحركات الموقعة على اتفاق السلام في جوبا عام 2020، وعلى رأسها حركتا "العدل والمساواة" بقيادة جبريل إبراهيم، و"تحرير السودان" بقيادة مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور.
من جهتها، أفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر (إغاثية) في بيان بأن "من تبقّى داخل المدينة من المدنيين قُتل أغلبهم، أما الباقون فمصيرهم مجهول"، مشيرة إلى أن "عددا من أعضاء تنسيقية لجان المقاومة والمتطوعين لا يزال مصيرهم مجهولا حتى الآن".
ولم يصدر أي تعليق من قوات الدعم السريع على هذه الاتهامات حتى الساعة 09:00 (ت.غ).
يأتي هذا التطور بعد إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، مساء الاثنين، مغادرة القيادة العسكرية مدينة الفاشر لتجنيبها مزيدا من "التدمير والقتل الممنهج" على يد "الدعم السريع".
وشهدت الفاشر في الأيام الأخيرة معارك عنيفة بين الجيش و"الدعم السريع"، التي أعلنت سيطرتها على أجزاء من المدينة، بما في ذلك مقر الجيش يوم الأحد.
وتشهد السودان حربًا بين قوات الجيش والدعم السريع منذ 15 أبريل/ نيسان 2023، ولم تنجح الوساطات الإقليمية والدولية في إنهائها، وسط تفاقم المعاناة الإنسانية.
وأسفرت الحرب عن مقتل نحو 20 ألف شخص وتشريد أكثر من 15 مليونا بين نازح ولاجئ، وفقًا لتقارير أممية ومحلية، بينما قدرت دراسة جامعية أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم