الخميس, 30 أكتوبر 2025 10:48 AM

في دمشق: محاضرة عن الإتيكيت.. هل هي حقًا طريقنا إلى سنغافورة؟

في دمشق: محاضرة عن الإتيكيت.. هل هي حقًا طريقنا إلى سنغافورة؟

في خطوة مفاجئة، قامت وكالة سانا بتغطية خبر حول "محاضرة توعوية" بعنوان "دور الإتيكيت وأدب الحوار في بناء مجتمع متحضّر". أقيمت هذه الفعالية في دمشق، وكأنها تهدف إلى تذكير المواطنين بأن جوهر المشكلة يكمن في أسلوب الحديث عن الصعوبات، وليس في المشاكل الحقيقية كالفقر والعنف والاختطاف. يبدو أن الأدب أصبح العلاج الشافي لكل معضلة، وأن اللباقة هي آخر ما تبقى من أدوات التجميل بعد ندرة أدوات الإصلاح.

سناك سوري-إتيكيت بالكيلو

قد يظن البعض أن المحاضرة ستتناول آداب تناول الزبادي بالشوكة والسكين، لكنها في الواقع تركز على أهمية الإتيكيت في ضمان الاحترام المتبادل والعيش المشترك. وتشمل هذه القواعد احترام كبار السن، والتحية، والنظافة الشخصية، وتجنب مقاطعة الحديث. (بمعنى آخر، لو حضر المتظاهرون أمام مخفر الشرطة تلك المحاضرة، لكانت الشتائم قد قيلت بطريقة أكثر تهذيبًا واحترامًا!).

تأتي هذه المحاضرة في وقت يتهم فيه الإعلام الرسمي بالانفصال عن الواقع، بينما ينشغل بتفاصيل قد تساهم في تحويل سوريا إلى سنغافورة ثانية. فما الذي ينقص سوريا اليوم سوى تعلم الإتيكيت؟ فغيابه، بحسب سانا، يؤدي إلى إضعاف "الأداء المهني ويؤثر سلبًا على العلاقات العامة" (العلاقات العامة بين السوريين لا ينقصها سوى جرعة إتيكيت سريعة).

كما ذكر الخبر أن الحوار هو أرقى أشكال التواصل (الحوار الوطني الأخير مثال)، وأن الإنصات فن يجب تعلمه وتدريب النفس عليه (هل تستمع الحكومة حقًا؟).

في الختام، يبدو أن الإتيكيت هو آخر ما يمكن التمسك به في بلد فقد كل شيء إلا مظهره الرسمي. فبينما تُقام المحاضرات لتعليم فنون التحية والإنصات، ما يزال الناس ينتظرون من يتقن فن الإصغاء الحقيقي، لا فن إغلاق الميكروفون.

مقالات ذات صلة

  • الأربعاء, 22 أكتوبر 2025, 5:23 م
  • السبت, 18 أكتوبر 2025, 2:27 م

الوسوم

مشاركة المقال: