الأحد, 9 نوفمبر 2025 07:11 PM

انقطاع الاتصالات والإنترنت يعزل أحياء في اللاذقية منذ أشهر.. والسرقات تتفاقم

انقطاع الاتصالات والإنترنت يعزل أحياء في اللاذقية منذ أشهر.. والسرقات تتفاقم

اللاذقية – شعبان شاميه: يعاني سكان أحياء الحمّام وبسنادا وأرض الصوفي وأرض الشريقي وطريق إسقوبين في مدينة اللاذقية من انقطاع تام لخدمات الاتصالات والإنترنت منذ عدة أشهر، وفقًا لما أفاد به سكان محليون لـ "عنب بلدي".

جلال، وهو أحد سكان حي الحمّام، أوضح أن السرقات المتكررة لكوابل الهاتف تحرم المواطنين في عدة أحياء باللاذقية من خدمات الاتصالات والإنترنت، مطالبًا الجهات المعنية بإيجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة التي أصبحت تشكل حاجة أساسية لإنجاز المهام اليومية.

وأشار إلى أن العديد من المشتركين اضطروا إلى إلغاء اشتراكاتهم بسبب عدم القدرة على الاستفادة منها، مع استمرار تكبدهم فواتير باهظة، مما اضطرهم للاعتماد على إنترنت شركات الخلوي ذات التكلفة العالية والتي لا تتناسب مع دخول الموظفين المحدودة.

وأضاف أن الأهالي أبلغوا مركز اتصالات "تشرين" وفرع شركة اتصالات اللاذقية بالمشكلة رسميًا، ولكن دون جدوى حتى الآن، مناشدًا وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات بالتدخل العاجل لوضع حد لهذه المعاناة.

من جانبه، أوضح عبد القادر اليوسف، مسؤول متابعة اتصالات المنطقة الساحلية، أن سبب انقطاع الخدمة الهاتفية عن الأحياء المذكورة يعود إلى السرقات المتكررة للكوابل الهاتفية. وأشار إلى أن نحو تسعة آلاف مشترك فقدوا الخدمة نتيجة سرقة تسعة كوابل تخدم هذه الأحياء.

وأضاف اليوسف أن الفرق الفنية باشرت صيانة الكوابل المغذية لهذه المناطق منذ مدة، إلا أن حجم العمل كبير ويحتاج إلى وقت وجهد كبيرين لإنجازه، مؤكدًا أن الشركة تسعى جاهدة لإعادة الخدمات إلى وضعها الطبيعي في أسرع وقت ممكن، وفق الإمكانيات الفنية والمادية المتاحة.

وأكد أن "السورية للاتصالات" تعمل على تأمين جميع المستلزمات ومواد الإصلاح اللازمة لاستمرارية الخدمة في مختلف المحافظات، رغم ارتفاع تكاليف الصيانة والتوريد.

وتوقع مسؤول الاتصالات في اللاذقية عودة الخدمات إلى الأحياء المذكورة خلال مدة زمنية أقصاها 20 يومًا.

وفيما يتعلق بإجراءات شركة الاتصالات للتعامل مع ظاهرة سرقة الكوابل، أوضح اليوسف أن هناك تنسيقًا مع الجهات المعنية والمجتمع المدني لملاحقة الفاعلين، حيث يتم إعداد الضبوط والإجراءات اللازمة.

وتواجه العديد من الأحياء والقرى في محافظة اللاذقية مشكلات في خدمات الاتصالات والإنترنت بسبب سرقة وتخريب الكوابل الهاتفية، نظرًا لارتفاع قيمة المواد النحاسية التي تحتوي عليها، والتي تُباع في السوق السوداء.

ويشكو المواطنون باستمرار من تردي جودة الإنترنت وبطء الاتصال والانقطاع المتكرر، إضافة إلى ضعف التغطية الخلوية، على الرغم من دفع مبالغ كبيرة مقابل خدمات غير مستقرة.

يذكر أن "السورية للاتصالات" كانت قد أعادت الخدمة إلى عدة مناطق في مدينة اللاذقية بعد تعرضها للسرقة، منها المشروع الأول والثاني، المنطقة الصناعية القديمة، الأزهري، مشروع "B"، وجزء كبير من الرمل الجنوبي، إضافة إلى مناطق من الرمل الشمالي.

وفي وقت سابق، أشار اليوسف إلى أن الشركة تسعى لتحسين خدماتها من خلال استبدال الكوابل الأرضية بالهوائية في عدد من المناطق، وكذلك استبدال الكوابل الضوئية بالنحاسية، معتبرًا أن هذه الخطوة تحسن جودة الإنترنت بشكل كبير.

وفي 25 تشرين الأول الماضي، وقعت الشركة السورية للاتصالات اتفاقية إنزال أول كابل بحري دولي يربط سوريا بشبكة الاتصالات العالمية، مع شركة "ميدوسا" الإسبانية ومقرها برشلونة.

وجرى توقيع اتفاقية "ربط القارات" في محافظة طرطوس برعاية وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، عبد السلام هيكل، وممثل شركة "ميدوسا"، نورمان ألبي، إلى جانب مسؤولين من محافظتي اللاذقية وطرطوس.

وتفقد الوزير هيكل موقع إنزال الكابل البحري في منطقة "شاطئ الأحلام" بمحافظة طرطوس، للبدء بتنفيذ الاتفاق الموقّع.

وسيتم إنجاز المشروع على مراحل وصولًا إلى إنجازه بالكامل عام 2027، على أن تغطي خدماته مختلف المحافظات السورية، وفق ما أفاد به مراسل عنب بلدي حينها.

مشاركة المقال: