الأحد, 9 نوفمبر 2025 07:10 PM

تأهيل حدائق حلب: خطط طموحة لتحسين المساحات الخضراء وخدمات المدينة

تأهيل حدائق حلب: خطط طموحة لتحسين المساحات الخضراء وخدمات المدينة

على الرغم من إعلان مديرية الحدائق في مجلس مدينة حلب عن جهود مكثفة لتأهيل الحدائق وتجميل المنصفات والمساحات الخضراء منذ بداية تشرين الثاني، لا يزال الأهالي في حلب يلاحظون بعض النواقص في مستوى الخدمات والصيانة في بعض الحدائق.

في حي المشهد، أشارت غالية مصري، في حديث لعنب بلدي، إلى أن حديقة "سيف الدولة" تعاني من تلف في ألعاب الأطفال ونقص في المساحات الخضراء، مما يقلل من جاذبيتها للعائلات في عطلة نهاية الأسبوع، على الرغم من التحسن الطفيف في حالة المقاعد الخشبية في الأشهر الأخيرة.

من جهته، ذكر محمد حمامي، وهو زائر منتظم لحديقة "السبيل"، أن الإضاءة ضعيفة في أجزاء من الحديقة، مما يجبر الزوار على المغادرة قبل حلول المساء، خاصة وأن بعض الأعمدة تحتاج إلى صيانة منذ فترة طويلة. وأضاف محمد أن بعض الزوار لا يحافظون على نظافة الحدائق، ويتركون بقايا الطعام والمخلفات في أماكن الجلوس، على الرغم من وجود حاويات مخصصة لذلك، مما يزيد العبء على عمال النظافة ويؤثر على مظهر المساحات الخضراء.

وفي حي بستان القصر، تحدث عبد الفتاح عجلة عن حاجة الحديقة إلى المزيد من العناية بالنباتات والأرضيات التي تتدهور بسبب الاستخدام اليومي وغياب المراقبة الدورية. وأكد بعض الأهالي أن الحديقة هي المتنفس الوحيد للأطفال في المنطقة، لكن قلة الاهتمام تجعلها غير مهيأة بشكل كافٍ لاستقبال الزوار.

وفي حديقة "الرازي" وسط المدينة، لفت أكرم شاهين إلى وجود أضرار في الألعاب بشكل عام، معتبرًا أن الحديقة، على الرغم من موقعها الحيوي، تحتاج إلى متابعة مستمرة، خاصة بعد ملاحظات السكان المتكررة حول نظافتها في فترات العطل وعدم وجود نظام سقاية للعشب.

مديرية الحدائق توضح خطتها

أوضح مدير الحدائق في مجلس مدينة حلب، عبد الرزاق الحجي، لعنب بلدي، أن العمل جارٍ على إعادة تأهيل عدد من الحدائق في المدينة، بما في ذلك حدائق "الحاووظ" في باب النيرب، و"الحرابلة" في حي المرجة، و"أرض الصباغ" في صلاح الدين، و"السكري" في حي السكري، و"هنانو" في مساكن هنانو، و"الرازي" في منطقة المحافظة. كما تم تأهيل عدد من المحاور والمنصفات، مثل محور منصف خان العسل، دوار الموت، الفيض، محور الليرمون- الراموسة، محور ومنصف المارتيني، الجامعة، دوار عمر أبو ريشة، المحافظة، جامع الرحمن، ومنطقة العوارض.

وأضاف الحجي أنه تم أيضًا تأهيل مشتل الفيض ومشتل المارتيني ومشتل حلب الجديدة، بالإضافة إلى آبار ومناهل في مناطق حلب الجديدة وهنانو والفيض والشيخ طه وسللورة.

وتشمل الخطة المستقبلية ترميم حديقة "باب الله" في حي الصاخور، والحديقة العامة، والحديقة الدولية التابعة لجمعية المهندسين، وحديقة "سيف الدولة"، بالإضافة إلى محور طريق المطار، وحديقة "العروبة" في حي السليمانية. كما تتضمن الخطة تأهيل مشتلي الراموسة وحندرات، وإعادة تأهيل الدوارات ونوافير المياه في دوار المحافظة، وأبو ريشة، والفيض، والبولمان، وباب الحديد، وأقيول.

معايير اختيار الحدائق للتأهيل

أشار عبد الرزاق الحجي إلى أن اختيار الحدائق والمنصفات التي يتم إدراجها ضمن أعمال التأهيل يتم وفق معايير محددة، تشمل الإمكانيات المتوفرة، والكثافة السكانية، والاحتياج الفعلي، والحفاظ على ما تم تأهيله سابقًا، بالإضافة إلى الضرورة الملحة والمصلحة العامة، ومدى توفر الجهات الداعمة والمساحات المناسبة ضمن الحيز الجغرافي.

وأوضح أن أعمال التأهيل لا تقتصر على التشجير والصيانة فقط، بل تشمل جميع الاحتياجات، من الأسوار والأبواب والبنى التحتية والمرافق العامة، إلى المقاعد وسلال المهملات وألعاب الأطفال والإنارة والآبار والمناهل والزراعة والتشجير. كما تشمل الأعمال ترميم الأبنية والأحواض المائية والنوافير والغرف الخدمية والطرقات والدهان وشبكات الري، وكل ما يتعلق بالحدائق والمرافق العامة.

وأكد الحجي أن المديرية تتابع أعمالها ميدانيًا عبر الشعب المتخصصة والعمال الذين يقومون بأعمال الزراعة والسقاية والتعشيب والتقليم والنظافة والترحيل، بالإضافة إلى الصيانة الدورية التي تنفذها دائرة الصيانة والتنفيذ. وأشار إلى أن إنتاج مشاتل جديدة ساهم في تعزيز استدامة العمل وتوفير الاحتياجات عند الطلب.

ولم يتم تخصيص ميزانية مستقلة لمديرية الحدائق حتى الآن، حيث يتم توفير الاحتياجات عن طريق المديرية العامة للإدارة المحلية ومجلس مدينة حلب. وأضاف أن هناك تعاونًا مع القطاع الخاص من خلال الحملات التطوعية التي أقيمت، مثل "الوفاء لحلب" و"لعيونك يا حلب"، بالإضافة إلى مشاركة المتطوعين وفرق الكشافة، منوهًا إلى تعاون منظمات المجتمع المدني في إعادة تأهيل بعض الحدائق.

تعاني المديرية من نقص في الأيدي العاملة والآليات والإمكانيات، نظرًا لحداثة تشكيل مديرية الحدائق في مدينة حلب، مما يحد من قدرتها على تغطية جميع مشاريع التأهيل في الوقت نفسه. وأشار الحجي إلى أن المديرية تولي اهتمامًا كبيرًا بتوسيع المساحات الخضراء، بالتوازي مع ازدياد عدد السكان والعائدين إلى المدينة، موضحًا أن العمل جارٍ على إنشاء الحديقة الدولية، بالإضافة إلى إعادة تأهيل جميع الحدائق والأحراش ضمن الحيز الجغرافي للمدينة. وأضاف أن المديرية تشارك في حملات التوعية من خلال لوحات إرشادية داخل الحدائق، وتوزيع "بروشورات" توعية، وتنظيم حملات لطلاب المدارس، بالإضافة إلى برامج ونشاطات وفعاليات تشرف عليها ضابطة مديرية الحدائق.

مشاركة المقال: