الأحد, 9 نوفمبر 2025 08:37 PM

السمنة المفرطة: وباء العصر وتحدياته الصحية وكيفية الوقاية والعلاج

السمنة المفرطة: وباء العصر وتحدياته الصحية وكيفية الوقاية والعلاج

تعتبر السمنة من أكثر أمراض العصر شيوعاً، حيث تصيب العديد من الأشخاص من مختلف الأعمار لأسباب متعددة. تلعب العادات الغذائية السيئة وقلة النشاط البدني دوراً كبيراً في زيادة الوزن. تشير الدراسات العالمية إلى أن انتشار السمنة يزداد بشكل مقلق على مستوى العالم، حيث يعاني منها أكثر من مليار شخص بالغ.

متى يجب استشارة أخصائي تغذية؟

أوضحت الدكتورة دانية الشغري، اختصاصية التغذية، أنه يجب اللجوء إلى أخصائي تغذية في حالات وجود أمراض مزمنة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، ومشاكل الكبد أو الكلى. كما يُنصح بزيارة الأخصائي عند الرغبة في إنقاص الوزن بطريقة صحية ومستدامة، أو عند مواجهة صعوبة في تقييم الوزن أو القلق من تأثيره على الصحة العامة.

أهمية النظام الغذائي في تخفيف الوزن

يعتبر النظام الغذائي المتوازن والتغذية السليمة أساساً لإنقاص الوزن بطريقة صحية وآمنة. اختيار نظام غذائي يمكن الالتزام به على المدى الطويل هو المفتاح لتحقيق نجاح دائم في رحلة فقدان الوزن. وأضافت الشغري أن هناك أمراضاً عدة قد تسبب السمنة، منها قصور الغدة الدرقية الذي يؤدي إلى تباطؤ عملية الأيض، مما قد يسبب زيادة في الوزن. بالإضافة إلى متلازمة كوشينغ، وهي اضطراب هرموني يسبب ارتفاع مستوى الكورتيزول، مما يؤدي إلى تراكم الدهون خاصة في منطقة البطن والوجه. وكذلك متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)، وهي حالة هرمونية شائعة لدى النساء تؤثر على التوازن الهرموني والتمثيل الغذائي وقد تسبب زيادة الوزن أو صعوبة في فقدانه. وأخيراً، التغيرات الهرمونية في مرحلة سن اليأس (انقطاع الطمث) قد تؤدي إلى تراكم الدهون وتغيّر توزيعها في الجسم.

العلاقة بين العامل النفسي والسمنة

الاكتئاب وبعض الأدوية المرتبطة به قد تسهم في زيادة الوزن من خلال تغيّرات في الشهية أو انخفاض النشاط البدني. كما أن الأرق واضطرابات النوم يمكن أن تؤثر على الهرمونات المنظمة للشهية، مما يؤدي إلى زيادة احتمالية اكتساب الوزن. وأضافت د. الشغري أن أخصائي التغذية يقوم بأخذ معاينة شاملة للمريض تشمل تاريخه الصحي والعادات الغذائية اليومية. وفي حال وجود أعراض أو مؤشرات على مشكلة مرضية، يتم تحويل المريض إلى الطبيب المختص، ويُتابع العلاج بالتعاون بين الطبيب وأخصائي التغذية لتحقيق أفضل النتائج من الناحية الطبية والتغذوية.

أمراض قد تسبب ثبات الوزن

تشير الشغري إلى أن أهم الأسباب الشائعة لثبات الوزن تشمل قصور الغدة الدرقية، متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS)، مقاومة الإنسولين، متلازمة كوشينغ، وبعض اضطرابات الغدة النخامية أو الهرمونات. كما يمكن لبعض الأدوية أن تؤثر على الأيض وتعيق فقدان الوزن، وقد يرتبط أيضاً نقص بعض الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين D والحديد بانخفاض مستويات الطاقة أو تغيرات في الأيض، مما يجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة لدى بعض الأشخاص، ولكن لا يُعتبر هذا سببًا مباشرًا لثبات الوزن.

متى يمكن اللجوء إلى العمليات الجراحية لتخفيف الوزن؟

أوضحت الشغري أن التغذية الجيدة وتغيير نمط الحياة يعد الأساس قبل التفكير في أي تدخل طبي أو جراحي، فمن الصعب الحفاظ على النتائج بدون تعديل النظام الغذائي والسلوك اليومي. ومن ثم فإن جراحة إنقاص الوزن (مثل تكميم المعدة أو تحويل المسار أو ربط المعدة)، تُعتبر خيارًا للأشخاص الذين يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم (BMI) 40 أو أكثر، أو لمن لديهم مؤشر 35 أو أكثر مع وجود مشكلات صحية مرتبطة بالسمنة مثل السكري أو ارتفاع الضغط. أما عملية شفط الدهون فتصنف كإجراء تجميلي لإزالة الدهون تحت الجلد في مناطق محددة من الجسم، وليست وسيلة لعلاج السمنة العامة أو لإنقاص الوزن بشكل شامل. فهي لا تؤثر على الدهون الحشوية (الدهون حول الأعضاء الداخلية) وإنما الدهون السطحية فقط، وتُستخدم عادة بعد فقدان الوزن لأغراض تجميلية أو لتنسيق شكل الجسم. ونوهت الشغري بضرورة الالتزام بتعليمات التغذية المناسبة التي يجب الالتزام بها بعد إجراء الجراحة ومتابعة مستويات الفيتامينات والمعادن بانتظام، إذ تسهم التغذية السليمة قبل وبعد العملية في تسريع التعافي وتقليل المضاعفات والحفاظ على النتائج.

هل يمكن أن تعود زيادة الوزن بعد العملية؟

نعم، تجيب الشغري، فيمكن أن يعود جزء من الوزن بعد عمليات شفط الدهون أو الجراحات الخاصة بالسمنة إذا لم يُحافظ على نمط حياة صحي ومتوازن، لذلك يُعد الالتزام بالنظام الغذائي والنشاط البدني المستمر من أهم العوامل للحفاظ على النتائج على المدى الطويل.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: