تعتبر الرغبة الشديدة في تناول السكر من أبرز التحديات التي تواجه الأفراد الساعين إلى الحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن. غالباً ما تؤدي هذه الرغبة إلى الإفراط في استهلاك الحلويات، مما يسبب زيادة الوزن ومشاكل صحية مثل مقاومة الإنسولين وتسوس الأسنان. ومع ذلك، يشير موقع Times of India إلى أن السيطرة على هذه الرغبة لا تتطلب بالضرورة الحرمان التام من المذاق الحلو، بل تتطلب فهمًا أعمق لأسبابها وتبني استراتيجيات علمية تساعد على تنظيمها بشكل مستدام.
- الحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم:
يُعد التقلب السريع في مستوى السكر في الدم أحد الأسباب الرئيسية لنوبات اشتهاء الحلويات. عندما نتجاوز وجبة أو نتناول أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي مرتفع، ينخفض مستوى الطاقة فجأة، مما يدفع الجسم للبحث عن مصدر سريع للطاقة، وغالبًا ما يكون السكر. ولمنع ذلك، يُنصح بما يلي:
- تناول وجبات متوازنة تجمع بين الكربوهيدرات المعقدة والبروتين والدهون الصحية لتوفير طاقة ثابتة.
- تجنب تخطي الوجبات للحفاظ على توازن سكر الدم، مع إمكانية إدراج مشروبات مثل الشاي الأخضر أو الكفير لتحسين حساسية الإنسولين وتقليل الاشتهاء.
- اختيار أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض مثل الحبوب الكاملة والبقوليات والخضروات غير النشوية التي تُهضم ببطء وتمنع ارتفاع السكر المفاجئ.
تشير دراسة منشورة في Frontiers in Psychology إلى أن تناول أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض يقلل من تواتر نوبات اشتهاء السكر.
- اختيار بدائل طبيعية وصحية:
الرغبة في تناول الحلويات لا تعني بالضرورة اللجوء إلى الأطعمة المكررة الغنية بالسكر. هناك بدائل طبيعية ترضي الحواس وتحافظ على التوازن الصحي، مثل:
- الفواكه الطازجة: التوت والتفاح والإجاص تحتوي على سكريات طبيعية وألياف تساعد في ضبط مستوى السكر.
- الشوكولاتة الداكنة: يُفضل اختيارها بنسبة كاكاو 70% أو أكثر، إذ تحتوي على كمية أقل من السكر وغنية بمضادات الأكسدة.
- المحليات الطبيعية: مثل الستيفيا وفاكهة الراهب والعسل الخام، ولكن باعتدال.
أظهرت دراسة نُشرت في ScienceDirect أن تناول مكمل Gymnema sylvestre لمدة أسبوعين أسهم في تقليل الرغبة في تناول الحلويات لدى البالغين.
- معالجة المحفزات العاطفية:
غالبًا ما يكون اشتهاء السكر استجابة عاطفية أكثر من كونه حاجة جسدية. التوتر والملل والتعب قد يدفعنا إلى البحث عن "راحة فورية" في الأطعمة السكرية. ولكسر هذا النمط، يوصي تقرير Times of India بالخطوات التالية:
- الأكل الواعي: أي مراقبة إشارات الجوع والمشاعر قبل تناول الطعام.
- التحكم بالتوتر: عبر التأمل أو اليوغا أو تمارين التنفس العميق. فقد أظهرت دراسة في Frontiers in Psychology أن المشاعر السلبية تزيد من حساسية الدماغ تجاه إشارات الطعام، ما يعزز الرغبة في الأطعمة الغنية بالدهون والسكر.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام: فبحسب أبحاث Harvard Health، يرفع التوتر مستويات هرمون الكورتيزول، ما يزيد الميل إلى تناول الأطعمة العالية السكر. بينما تُسهم التمارين الرياضية في خفض الكورتيزول، وتحسين المزاج، وتعزيز الصلابة الذهنية في مواجهة الرغبة في الأكل العاطفي.
- الاعتدال لا الحرمان:
الحرمان التام من الحلويات قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، إذ يزيد من حدة الاشتهاء ويضعف القدرة على الالتزام بالنظام الصحي. لذا، يُعد الاعتدال المفتاح الذهبي:
- خصص وقتًا للمكافأة: لا بأس بتناول قطعة صغيرة من الحلوى بين الحين والآخر لتجنب الشعور بالقيود.
- تحكم بالكمية: اختر حصصًا صغيرة ترضي الرغبة من دون الإفراط في السعرات.
- استمتع بالمذاق بوعي: تناول الحلويات ببطء وركز على النكهة، فذلك يزيد الشعور بالرضى ويقلل الحاجة إلى المزيد.
إدارة اشتهاء السكر لا تتعلق بالحرمان، بل بالفهم والتوازن. فعندما نوفر للجسم احتياجاته الغذائية، ونعالج دوافع الأكل العاطفي، ونمارس الاعتدال الواعي، يصبح المذاق الحلو جزءًا من نمط حياة صحي وليس عدوًا له.
أخبار سوريا الوطن١- الأخبار