شبكة أخبار سوريا والعالم/ التحضيرات الجارية لإدراج الكحل العربي ضمن قوائم التراث اللامادي لليونسكو تسلط الضوء مجددًا على أحد أقدم رموز الجمال في الثقافة العربية. هذا المستحضر استطاع أن يحافظ على حضوره القوي رغم تغير الأذواق واكتساح المستحضرات العصرية للأسواق.
على الرغم من اتساع سوق التجميل العالمي وظهور الماركات الحديثة التي تعتمد غالبًا على مواد كيميائية، لا يزال الكحل العربي – الذي تعود جذوره إلى آلاف السنين – يحافظ على مكانته المرموقة بين النساء، وحتى بعض الرجال، ويحظى باهتمام جيل جديد من الشابات اللواتي يستخدمنه جنبًا إلى جنب مع منتجات العصر الحديث.
يتميز الكحل العربي بطبيعته الخالية من الإضافات الصناعية. يُصنع من مواد طبيعية، أشهرها حجر الأثمد الذي يُطحن ويُصفّى بعناية قبل وضعه في عبوات صغيرة تُستخدم بـ"المرود". بالإضافة إلى ذلك، توجد وصفات أخرى تعتمد على نوى التمر المحمّصة والمطحونة، وهي طرق ما زالت تعتمدها سيدات مسنّات في دول عربية حفاظًا على هذا الإرث العريق.
للكحل العربي حضور اجتماعي عميق الجذور، حيث لا تزال العديد من العائلات تكحّل عيون المواليد الجدد اعتقادًا بفوائده الصحية وحمايته من الحسد، وهي عادة متوارثة عبر الأجيال من بلاد الشام إلى دول الخليج.
من المتوقع أن يسهم إدراج الكحل العربي على قوائم اليونسكو في تثبيت مكانته كرمز جمالي وثقافي عربي أصيل، وأن يعزز الاهتمام العالمي بهذا الموروث الثقافي. سيتم الإعلان عن النتائج رسميًا في مطلع كانون الأول المقبل خلال اجتماعات اللجنة الحكومية لصون التراث اللامادي في نيودلهي.