بحث وزير الصحة السوري، مصعب العلي، مع وفد من وزارة الصحة التركية برئاسة مدير القسم الخارجي في الوزارة، مصطفى تاشكن، سبل تعزيز التعاون في المجال الصحي، وذلك خلال اجتماع عقد في وزارة الصحة بدمشق.
ناقش الجانبان آلية تشغيل المبنى الجديد لمشفى دمشق لأمراض القلب وجراحتها في دمر، وتأمين الاحتياجات اللازمة، ورفد المشفى بالكوادر الطبية، بالإضافة إلى وضع خطة لتشغيل مشفى حلب للأورام خلال الفترة القادمة.
أوضح الوزير العلي أن العمل جارٍ على الانتهاء من الخطوات النهائية للمشروع المشترك، والذي يأتي نتيجة لتوقيع بروتوكول تعاون بين وزارتي الصحة في البلدين قبل عدة أشهر، مؤكداً أن الهدف المباشر هو الإعلان قريباً عن افتتاح المبنى الجديد لمشفى دمشق لأمراض القلب.
تكامل بين المبنيين القديم والجديد
أشار الوزير العلي إلى أن المشفى يتألف من كتلتين: قديمة وجديدة. الكتلة القديمة تضم 4 غرف للقثطرة القلبية وغرفاً للعمليات الجراحية وأسرة للمرضى والعناية المشددة، بينما يضم المبنى الجديد 6 غرف متخصصة لجراحة القلب، إضافة إلى أقسام للمنامة والعناية المركزة. وأوضح أن إجراء عمليات جراحة القلب في المبنى الجديد يعتمد على توفر خدمات القثطرة التشخيصية والعلاجية في المبنى القديم، وهو ما تم تحقيقه ضمن الاتفاق الحالي.
لفت الوزير العلي إلى استكمال تجهيز المبنى الجديد، حيث وصلت العديد من الأجهزة الطبية المتطورة، منها جهاز قثطرة قلبية متطور قيد الشحن ومن المتوقع وصوله خلال أسبوعين، وجهاز طبقي محوري جديد سيتم شراؤه وسيصل قريباً. وأكد أن غرف العمليات والعناية الجراحية والقلبية في المبنى الجديد مجهزة بالكامل، إضافة إلى غرف المرضى ومخبر طبي متطور جداً، وسيتم نقل الخدمات إلى المبنى الجديد تمهيداً لإجراء الصيانات والتحديثات اللازمة للمبنى القديم.
تحفيز الكوادر الطبية ورفع الرواتب
أشار العلي إلى تطوير الكوادر البشرية في المشفى وتحسين الأجور، مبيناً أن راتب الطبيب الاختصاصي في مشفى دمشق لأمراض القلب سيبدأ من 3 آلاف دولار، مع إمكانية زيادته بحسب عدد المرضى والعمليات الجراحية وساعات التدريس، فيما يبدأ راتب الطبيب المقيم في المشفى من 750 دولاراً، والكادر التمريضي من 600 دولار، بينما راتب الكادر الإداري يتراوح بين 300 و500 دولار بحسب المؤهل العلمي، وغير ذلك من 275 دولاراً.
أوضح العلي أن هذه الرواتب ستخضع لإعادة تقييم سنوية، مشدداً على ضرورة الالتزام الكامل بساعات الدوام وتقديم أفضل الجهود لخدمة المرضى.
خدمات مجانية وتطلعات مستقبلية
أكد الوزير العلي أن جميع الخدمات التشخيصية والعلاجية التي سيقدمها المشفى، بما في ذلك العمليات الجراحية والقثطرة القلبية، ستكون مجانية بالكامل للمرضى على مدار السنتين القادمتين، معرباً عن أمله في إدخال وتفعيل نظام للتأمين الصحي يضمن استمرارية تقديم الخدمات. وأشار إلى أن التعاون مع الجانب التركي سيتضمن استضافة أطباء أتراك لأغراض تعليمية وتدريبية ولإجراء عمليات جراحية ضمن حملات طبية متخصصة.
بدوره، أوضح الوفد التركي أن وزارة الصحة التركية ملتزمة بتشغيل المشفى لتقديم أفضل الخدمات الصحية للشعب السوري.
يأتي هذا المشروع في إطار الجهود الوطنية لإعادة إعمار القطاع الصحي في سوريا، كما تسعى الوزارة إلى تطوير المنظومة الإحصائية الصحية وتحديث التشريعات الناظمة للمنشآت الصحية الخاصة لدعم الاستثمار وتحسين الجودة.
حضر الاجتماع معاون وزير الصحة حسين الخطيب، ومدير صحة دمشق وائل دغمش، وعدد من المديرين والمعنيين في الوزارة.