سوريا: تعميم قضائي يوسع نطاق تجريم نشر الوثائق الرسمية إلكترونياً ويطال مصير المعتقلين


أثار تعميم صادر عن وزير العدل السوري، يتعلق بتداول الوثائق الرسمية إلكترونياً، جدلاً واسعاً وانتقادات حادة، خصوصاً وأن هذه الوثائق قد تشمل تلك التي تكشف مصير المعتقلين. يفسر هذا التعميم القوانين النافذة بطريقة تجعل النشر الإلكتروني جريمة، بينما يرى منتقدون أنه يمثل أداة جديدة لتقييد الحريات، مستنداً إلى تشريعات وُصفت بالفضفاضة، أقر جزء منها الرئيس الأسد في عام 2022.
يجب التنويه إلى أن التعميم ليس قانوناً جديداً بحد ذاته، بل هو توجيه قضائي موجه إلى النيابات العامة يوضح كيفية تطبيق القوانين القائمة. يعتبر التعميم أن حيازة أو نشر أو تداول الوثائق الرسمية غير المصرح بها عبر الوسائط الإلكترونية (مثل فيسبوك وواتساب وغيرهما) قد يشكل أفعالاً جرمية.
يجرم هذا القانون حيازة أو إفشاء الوثائق الرسمية التي تتسم بالسرية بطبيعتها أو تمس أمن الدولة. وقد اعتبرت وزارة العدل أن الوثائق المتعلقة بمصير الشهداء تندرج ضمن ما يمس أمن الدولة. ويفسر التعميم أن النشر عبر الوسائط الإلكترونية يعد إفشاءً علنياً ينطبق عليه التجريم، ولا يشترط أن يكون الناشر موظفاً حكومياً.
يشكل هذا القانون، الذي أقره الأسد، الأساس الأقوى للتشديد. فهو يعتبر وسائل التواصل الاجتماعي وسائط معلوماتية كاملة، ويعاقب على الأفعال التالية:
على الرغم من أن التفسير القانوني قد يبدو صحيحاً شكلياً، إلا أن تطبيقه في السياق السوري يثير انتقادات حادة من عدة جوانب:
في الختام، يمثل التعميم والقوانين التي يستند إليها انحساراً جديداً في مساحة الحريات الرقمية في سوريا، حيث يتحول النشر والمشاركة للوثائق الرسمية غير المصرح بها إلكترونياً إلى جريمة مكتملة الأركان وعقوبتها مشددة، وفقاً لما ذكره رئيس التحرير في زمان الوصل.
سياسة سوريا
⚠️محذوفسياسة سوريا
سياسة سوريا
سياسة سوريا