جدعون ساعر: إسرائيل تسعى لاتفاق أمني مع سوريا رغم اتساع الفجوة.. ونتنياهو يعيّن مفاوضاً جديداً


هذا الخبر بعنوان "إسرائيل ترغب باتفاق أمني مع سوريا يضمن “مصلحة الطرفين”" نشر أولاً على موقع enabbaladi.net وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٧ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن حكومته تسعى للتوصل إلى اتفاق أمني مع سوريا يضمن مصلحة الطرفين، مشدداً على أن إسرائيل لا تملك «أي أطماع إقليمية» داخل الأراضي السورية. وفي مقابلة مع قناة «العربية الإنجليزية»، اليوم الأربعاء 17 من كانون الأول، أوضح ساعر أن «الاتفاق الأمني سيخدم مصلحة الطرفين»، وأن إسرائيل لا ترغب في «أن تُدار أو تُروَّج أنشطة إرهابية من الأراضي السورية».
وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أن بلاده «لم يكن لديها يومًا طموحات إقليمية في سوريا»، مضيفاً أنه «لو وُجدت مثل هذه الطموحات لكان بالإمكان السيطرة على أراضٍ أوسع». وفيما يتعلق بإيران، قال ساعر إن طهران «ليست مشكلة إسرائيلية فقط»، لافتاً إلى مشاركة الولايات المتحدة في ضرب مواقع نووية إيرانية خلال حرب استمرت 12 يومًا في حزيران الماضي، واتهم إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، معتبراً إياها تهديدًا للأمن الإقليمي.
تأتي تصريحات ساعر الأخيرة بعد تصريحات مناقضة أدلى بها في 10 من كانون الأول الحالي، حيث قال إن المسافة بين إسرائيل والحكومة السورية للتوصل إلى اتفاق أمني «اتسعت بشكل واضح» خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما رفعت دمشق «مطالب جديدة» أعاقت المحادثات الجارية. وكان ساعر قد أوضح خلال مؤتمر نظمته صحيفة «جيروزاليم بوست» في العاصمة الأمريكية واشنطن، أن «الفجوات بين الجانبين حول اتفاق أمني أكبر اليوم مما كانت عليه قبل أسابيع»، مؤكداً «نحن نريد اتفاقًا، لكننا الآن أبعد عن تحقيقه مما كنا عليه مؤخرًا».
يُذكر أن الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل تعثر في أيلول الماضي بسبب مطلب إسرائيل السماح لها بفتح «ممر إنساني» إلى محافظة السويداء بجنوب سوريا، بحسب ما ذكرت وكالة «رويترز» حينها.
نقلت القناة «12» الإسرائيلية عن مسؤولين أمريكيين، اليوم الأربعاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ المبعوث الأمريكي توماس باراك عزمه تعيين ممثل جديد لقيادة المفاوضات مع سوريا، بدلاً من الوزير السابق رون ديرمر، الذي كان يقود هذا الملف قبل استقالته في 11 من تشرين الثاني الماضي.
وخلال لقاء جمع نتنياهو وباراك في 15 من كانون الأول الحالي، طلب المبعوث الأمريكي معرفة الجهة التي ستتولى قيادة المفاوضات من الجانب الإسرائيلي، في ظل مساعي واشنطن لإعادة إطلاق المحادثات حول اتفاق أمني جديد على الحدود. وأشار مسؤول أمريكي إلى أن التقديرات الأولية في واشنطن كانت تشير إلى احتمال استمرار ديرمر في إدارة المفاوضات خارج إطار الحكومة بصفته مبعوثًا خاصًا لنتنياهو، إلا أن نتنياهو أوضح خلال اللقاء أن ديرمر لن يكون معنيًا بالملف، وأنه سيعيّن شخصية أخرى، على أن يُبلغ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاسم خلال أيام.
وبحسب المسؤول الأمريكي، فإن طبيعة المفاوضات، المرتبطة باتفاق أمني جديد على الحدود، تدفع نتنياهو إلى اختيار شخصية تمتلك خبرة ومعرفة في الشؤون الأمنية، وقد تكون من العاملين حاليًا ضمن المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
أوضح مسؤولون أمريكيون أن الاجتماع بين نتنياهو وباراك هدف أيضاً إلى تهدئة الأجواء وتخفيف حدة التوتر والشكوك المتبادلة بين الجانبين، وهو ما تحقق خلال اللقاء. ونقل أحد المسؤولين أن الاجتماع جاء على عكس التوقعات المتوترة، حيث عرض الجانب الإسرائيلي مخاوفه المتعلقة بسوريا وتركيا، في حين طرحت واشنطن هواجسها بشأن أنشطة الجيش الإسرائيلي داخل سوريا، ما أسهم في تعزيز الفهم المتبادل.
وتأتي تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي اليوم بعد يومين من لقاء المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس براك مع نتنياهو في 15 من كانون الأول بإسرائيل. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية توصلتا إلى تفاهمات تتعلق باستمرار رغبة إسرائيل في العمل في سوريا ضد التهديدات، إلى جانب مواصلة المفاوضات مع دمشق بشأن اتفاق أمني محتمل. وأشار مصدر للهيئة إلى أن اللقاء تناول تحديد الخطوط الحمراء للنشاط الإسرائيلي في الساحة السورية.
وأوضحت هيئة البث أن زيارة المبعوث الأمريكي حملت رسائل مباشرة من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى نتنياهو، تركزت بشكل أساسي على الملف السوري. وتنظر الإدارة الأمريكية إلى الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، كشريك يسعى لتحقيق استقرار بلاده، وهو ما يدفع واشنطن إلى محاولة تفادي خطوات تعتبرها مهددة لاستمرار حكمه. وكان براك قد نوّه في تصريح سابق لصحيفة «ذا ناشيونال» في 5 من كانون الأول، إلى أن الحكومة السورية تسير على الطريق الصحيح وتفعل كل ما تطلبه الإدارة الأمريكية منها تجاه إسرائيل، مشيراً إلى أن إسرائيل تريد السلام لكن عدم ثقتها بالإدارة الأمريكية يبطئ العمل.
سياسة دولي
اقتصاد وأعمال
سياسة دولي
اقتصاد وأعمال