2025: تسعة اختراقات طبية رائدة تعيد تشكيل مستقبل صحة الإنسان


هذا الخبر بعنوان "9 اختراقات طبية منحت العالم أملاً جديداً في 2025" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٩ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
على الرغم من أن عام 2025 كان مليئًا بالتحديات، وشهد قطاع البحث العلمي فيه تخفيضات في الميزانيات وتقليصًا في فرق العمل، إلا أن العلم أثبت مرة أخرى قدرته على التقدم. ففي هذا العام، شهد العالم سلسلة من الاختراقات الطبية اللافتة التي أعادت صياغة فهمنا لصحة الإنسان، وغيرت، في بعض الحالات، أساليب الرعاية الطبية المعتمدة اليوم. وبحسب تقرير موسع نشرته «ناشيونال جيوغرافيك»، نجح العلماء في تطوير طرق مبتكرة للوقاية من الأمراض، وتعزيز علاجات السرطان، وتحسين جودة الحياة لملايين الأشخاص، بدءًا من النساء في سن اليأس، وصولًا إلى الأطفال المصابين بالحساسية، ومرضى فيروس نقص المناعة البشرية. كما شملت هذه الإنجازات تحريرًا جينيًا لطفل واحد، وإنشاء أطلس غير مسبوق لجسم الإنسان. في ما يأتي، أبرز تسعة اختراقات طبية ميزت عام 2025:
تعاني أكثر من 80 في المئة من النساء من الهبات الساخنة والتعرق الليلي خلال مرحلة الانتقال إلى سن اليأس، وهي أعراض قد تكون شديدة لدرجة التأثير في الحياة اليومية. ورغم أن العلاج الهرموني لا يزال الخيار الأكثر فاعلية، فإن كثيرات لا يستطعن استخدامه، خاصة من لديهن تاريخ مرضي مع سرطان الثدي أو الرحم، أو الخثار الوريدي العميق. في هذا السياق، شهد عام 2025 تطورًا لافتًا مع ظهور علاجين جديدين غير هرمونيين للهبات الساخنة المتوسطة إلى الشديدة. فقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على دواء Lynkuet (إلينزانيتانت)، لينضم إلى Veozah (فيزولينيتانت) الذي نال الموافقة قبل عامين. وتعمل هذه الأدوية، التي تؤخذ على شكل حبوب يومية، على استهداف الخلايا العصبية المسؤولة عن تنظيم حرارة الجسم في منطقة تحت المهاد في الدماغ، بعد اكتشاف تأثرها بتقلبات هرمون الإستروجين خلال سن اليأس.
تشكل الحساسية الغذائية تهديدًا حقيقيًا لحياة الأطفال، إذ تصيب طفلًا واحدًا من كل 13 طفلًا. ويعد الإبينفرين علاجًا منقذًا للحياة عند حدوث تفاعل تحسسي شديد، إلا أن الخوف من الحقن الذاتية، مثل EpiPen، يدفع كثيرين إلى التردد في استخدامها. في عام 2025، طرح بديل جديد يتمثل في بخاخ أنفي يصرف بوصفة طبية يحمل اسم Neffy، وهو أول تحديث كبير في طريقة إيصال الإبينفرين للأطفال منذ أكثر من 30 عامًا. وقد حصل الدواء على الموافقة للأطفال بعمر أربع سنوات فما فوق، وبوزن يتراوح بين 33 و65 رطلًا. ويعتمد Neffy على تقنية تسمح بامتصاص الدواء بسرعة عبر الأنف إلى مجرى الدم، من خلال إرخاء مؤقت للمسافات بين الخلايا الأنفية، ما قد يسهم في إنقاذ عدد أكبر من الأطفال خلال حالات الطوارئ.
اقترب حلم تجديد أجزاء من جسم الإنسان خطوة إضافية نحو الواقع في عام 2025. فقد تمكن العلماء، عبر دراسة قدرة السمندل على إعادة إنماء أطرافه، من تحديد إنزيم يتحكم بمستويات حمض الريتينويك، وهو عنصر أساسي في عملية التجديد، إضافة إلى جين يضبط حجم الطرف ونموه. وبما أن البشر يملكون المكونات الجزيئية نفسها، تفتح هذه النتائج الباب أمام إمكانية توظيفها مستقبلًا لإعادة إنماء الأطراف لدى المصابين بإصابات خطيرة. وفي موازاة ذلك، طور الباحثون أول رقعة قابلة للزرع لتعزيز جدار القلب لدى القرود، بعد تحويل خلايا جذعية مخبرية إلى عضلات قلبية وأنسجة ضامة ودمجها بنجاح داخل القلب. كما نجحوا للمرة الأولى في إنشاء نسيج حالب وظيفي باستخدام الخلايا الجذعية، في خطوة أساسية ضمن مسار تجديد الجهاز الكلوي.
يشخص أكثر من مليوني أميركي سنويًا بالأمراض المنقولة جنسيًا، فيما يبقى عدد كبير من الإصابات غير مكتشف، ما يزيد من مخاطر العقم والآلام المزمنة واستمرار انتشار العدوى. في عام 2025، شهدت تقنيات الفحص نقلة نوعية. فقد أصبح بإمكان النساء إجراء فحص فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، المسبب المحتمل لسرطان عنق الرحم، في المنزل باستخدام أداة Teal Wand، بعد زيارة افتراضية قصيرة للحصول على وصفة طبية. كما طرح اختبار منزلي آخر باسم Visby، لا يحتاج إلى وصفة طبية، ويكشف عن السيلان والكلاميديا وداء المشعرات، مع نتائج تظهر خلال 30 دقيقة.
شهد عام 2025 سابقة طبية لافتة عندما استخدم أطباء مستشفى الأطفال في فيلادلفيا تقنية CRISPR-Cas9 لتصميم علاج جيني مخصص لطفل واحد فقط. الطفل، المعروف باسم KJ، ولد بطفرة جينية نادرة عطلت إنزيمًا أساسيًا في الجهاز البولي، ما أدى إلى تراكم الأمونيا السامة في دمه، وهي حالة تودي بحياة نحو نصف المصابين بها بعد الولادة. طور الأطباء علاجًا يستهدف الخلل الجيني تحديدًا، ونقل إلى الكبد باستخدام جسيمات نانوية دهنية حفزت الخلايا على إنتاج الإنزيم المطلوب. وأظهرت النتائج الأولية تحسنًا كبيرًا في صحة الطفل، ما فتح الباب أمام مستقبل جديد للعلاجات الجينية المخصصة.
لا يزال فيروس نقص المناعة البشرية يشكل تحديًا صحيًا عالميًا، مع تسجيل أكثر من 100 إصابة جديدة يوميًا في الولايات المتحدة وحدها. ورغم فعالية أدوية الوقاية قبل التعرض (PrEP)، فإن نسبة استخدامها لا تزال منخفضة. في عام 2025، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على دواء Yeztugo (لينكابافير)، وهو حقن وقائي يعطى مرتين سنويًا، وأظهرت الدراسات أنه يمنع تقريبًا جميع حالات انتقال الفيروس. ووصفت منظمة الصحة العالمية هذه الخطوة بأنها «محطة مفصلية»، لما لها من دور في تخطي عقبات الوصمة الاجتماعية وصعوبة الالتزام بالعلاج اليومي.
كشفت أبحاث حديثة أن فوائد اللقاحات قد تمتد إلى ما هو أبعد من الوقاية من الفيروسات. فقد أظهرت مراجعة لـ19 دراسة أن لقاح الحزام الناري يقلل خطر السكتة الدماغية بنسبة 16 في المئة، والنوبات القلبية بنسبة 18 في المئة، كما يخفض احتمال الإصابة بالخرف بما يصل إلى الثلث خلال ثلاث سنوات. وفي سياق آخر، أظهر مرضى السرطان المتقدم، الذين تلقوا لقاح كوفيد-19 من نوع mRNA بالتزامن مع العلاج المناعي، استجابة أفضل للأدوية، وعاشوا لفترات أطول.
يعد سرطان البنكرياس من أكثر السرطانات فتكًا، إذ لا تتجاوز نسبة البقاء على قيد الحياة بعد خمس سنوات 13 في المئة. وفي عام 2025، أحرز العلماء تقدمًا مهمًا في الكشف المبكر وربما الوقاية، عبر تعطيل بروتين FGFR2 الذي يعزز نشاط الخلايا السرطانية المبكرة. وبما أن أدوية تثبيط هذا البروتين متوافرة بالفعل، يأمل الباحثون اختبارها مستقبلًا لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة.
اختتم عام 2025 بإنجاز علمي ضخم تمثل في إكمال أكثر من مليار فحص طبي لـ100 ألف متطوع ضمن مشروع UK Biobank البريطاني. وشملت البيانات صور الرنين المغناطيسي، والموجات فوق الصوتية، وفحوصًا تفصيلية لمختلف أعضاء الجسم، إضافة إلى عينات دم ومواد جينية وتقييمات لنمط الحياة. وقد أسهم هذا المشروع بالفعل في آلاف الدراسات، من بينها أبحاث أظهرت أن أمراض القلب غالبًا ما تترافق مع تغيرات في الدماغ، ما يعزز أهمية حماية صحة القلب للحد من خطر الخرف.
صحة
صحة
صحة
صحة