عمرو سليم يكشف لـ«الشرق الأوسط» كيمياءه الفنية مع مدحت صالح وتفكيره في العودة للتلحين


هذا الخبر بعنوان "عمرو سليم لـ«الشرق الأوسط»: أفكر في العودة إلى التلحين" نشر أولاً على موقع worldnews-sy وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٠ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
أكد الموسيقار وعازف البيانو المصري عمرو سليم، في حواره مع «الشرق الأوسط»، وجود كيمياء فنية خاصة تجمعه بالمطرب مدحت صالح، مما أسهم في تشكيل ثنائي ناجح ومميز في الحفلات الغنائية. وأوضح سليم أنه خاض جميع مجالات الموسيقى من تأليف وتلحين وعزف، بالإضافة إلى تأسيس فرقة موسيقية خاصة به. ورغم ذلك، يبقى عشقه الأكبر للعزف، حيث يجد سعادة فريدة في لقاء الجمهور وتفاعله معه على خشبة المسرح. وأشار إلى أن الجمهور الشرقي غالبًا ما يولي اهتمامًا أكبر للغناء مقارنة بالموسيقى، وهو ما يفسر تجاوبهم الكبير في الحفلات الموسيقية. وقد قام سليم بتأليف الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام السينمائية البارزة، منها «الوزير جاي»، و«الاتحاد النسائي»، و«الهروب إلى القمة». ويُذكر أن الثنائي «صالح وسليم» قد أحيا حفلاً غنائيًا في القاهرة بتاريخ 12 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
استعرض عمرو سليم ذكريات تعارفه الأول مع مدحت صالح، الذي حدث بمسرح «البالون» في أواخر سبعينات القرن الماضي. يروي سليم: «جمعتنا فرقة (أنغام الشباب) في البداية، ثم أسس كل منا فرقته الخاصة. وبعد مواجهتنا لمشكلات مع الفرق، قال لي مدحت: (يكفي جداً هذا الوقت الذي لم نكن فيه معاً). ومنذ تلك اللحظة، ارتبطنا بالعمل المشترك، ووجد كل منا في الآخر ضالته الفنية». ويشدد سليم على عمق هذه العلاقة الفنية، قائلاً: «أنا ومدحت نُكمل بعضنا البعض، ومدحت يردد دائمًا: (نحن في مركب واحد)، فنجاح أي منا هو نجاح للآخر. مدحت فنان مخلص لعمله، ولا ينكر جهود من يعمل معه، وكثيرًا ما يتحدث عني أمام الجمهور بصدق ومن قلبه. وعندما نسافر معًا، لا يصعد إلى غرفته قبل أن يتأكد من صعودي قبله ويطمئن لوجود من يساعدني، وهذا في رأيي سلوك رائع يبعث على الطمأنينة».
تتجلى هذه العلاقة المتينة والإيجابية بوضوح في حفلاتهما المشتركة، حيث يصف سليم الأمر بقوله: «تحدث أشياء لا أجد لها تفسيرًا أنا ولا مدحت. فبالرغم من أنني لا أراه مباشرة على المسرح، إلا أن مواقف مفاجئة قد تطرأ، كـ(قفلة أغنية) تتطلب نفسًا طويلاً، وقد ينسى مدحت جزءًا منها، فيجدني قد أتممتها معه بنفس الدرجة. هذا يؤكد وجود (كيمياء) خاصة بيننا، جعلتنا ننصهر معًا، وكل منا يدرك أن الآخر يسنده ويقف في ظهره».
أحيا عمرو سليم العديد من الحفلات الموسيقية خلال العام الحالي، شملت الإسكندرية ومهرجاني القلعة والموسيقى العربية، بالإضافة إلى حفل أخير في متحف الحضارة. وعن سبب هذا النشاط المكثف في الحفلات الموسيقية، يوضح سليم: «أعشق عزف الموسيقى، كما أن الجمهور أصبح أكثر وعيًا بفكرة حضور حفل موسيقي بحت وليس غنائيًا، وهذا ما شجعني على خوض هذه التجربة. في بعض الحفلات، أعزف موسيقى لأغنيات خالدة، فأجد الجمهور يشاركني الغناء، لأن الموسيقى في المجتمعات الشرقية غالبًا ما تأتي بعد الطرب بجميع تفاصيله. لذلك، أختار عزف موسيقى أغنيات معروفة لديهم ويرددونها، وأكون منسجمًا معهم تمامًا، فالفنان يجد سعادته الحقيقية في تجاوب الجمهور».
في مستهل مسيرته الفنية، أسس سليم فرقة موسيقية ضمت مطربًا ومطربة. وعن تلك الفترة، يقول: «قدمنا أغنيات خاصة بنا، وكتب لنا شعراء متميزون مثل رضا أمين وشوقي حجاب وحسام السيد أعمالاً لاقت صدى واسعًا. لكن في أوائل التسعينات، لم تتمكن المطربة من الاستمرار بعد إنجابها طفلاً، ولم أجد بديلاً مناسبًا لصوتها، فتوقفنا عن الغناء».
«عادة لا أقدم أغنيات الجيل الحالي، بل أختار أعمالاً لمطربين قد لا تكون أعمالهم معروفة للجمهور»، هكذا صرح عمرو سليم. وقد دخل سليم مجال التلحين من خلال أغنيات فرقته، بالإضافة إلى تلحينه لمطربين آخرين، منهم محمد الحلو. يروي سليم: «طلب مني محمد الحلو أن ألحن له أغنية بعنوان (اسمك على جبيني)، واكتفيت في ذلك الوقت بألحان الفرقة. لكن أصدقائي يلحّون عليّ بشدة للعودة إلى التلحين، وقد أفعل ذلك قريبًا».
قام سليم بتأليف الموسيقى التصويرية لعدة أفلام، وكانت نقطة البداية مع فيلم «الوزير جاي». في ذلك الوقت، اتصل به الكاتب الراحل أحمد رجب وطلب منه وضع موسيقى الفيلم. يوضح سليم: «كنت قد لحنت أغنية لفرقتي بعنوان (بحب ومعييش) من كلمات الشاعر رضا أمين، وكانت تعبر عن حال الشباب. لفتت هذه الأغنية نظر أحمد رجب وأبدى إعجابه بها، وقال لي: (لدي فكرة فيلم لا أحد سواك سيقوم به). كان هذا أول فيلم أضع موسيقاه التصويرية». كما ألف الموسيقى التصويرية لفيلم «الاتحاد النسائي» بطولة مديحة كامل، وفيلم «الهروب إلى القمة» بطولة نور الشريف. ويؤكد سليم أن الأفكار هي المحرك الأساسي له في جميع هذه الأعمال. لكنه ابتعد عن هذا المجال عندما لاحظ أن بعض المنتجين ينظرون إلى موسيقى الفيلم كشيء هامشي، بينما هو يحترم عمله ولا يرغب في الشعور بأنه كسب من وراء عمل لم يعطه حقه كاملاً.
على الرغم من أن سليم يعزف في حفلاته أغنيات عربية قديمة، إلا أنه أدرج ضمن أعماله أغنية عصرية للمطرب اللبناني فضل شاكر. وعن هذا الاختيار، يقول: «عزفت له أغنية (لو على قلبي) لجمال كلماتها وثيمتها الموسيقية الجيدة، ففضل شاكر فنان يمتلك موهبة كبيرة. وعادةً، لا أقدم أغنيات مطربي الجيل الحالي، بل أختار أعمالاً لمطربين قد لا تكون معروفة للجمهور، مثل أغنية (حارة السقايين) لشريفة فاضل، التي يعتقد البعض خطأً أنها لمحمد منير».
ينحدر عمرو سليم من عائلة عريقة وشهيرة جمعت بين مجالات الطب والفن وكرة القدم. فعمه هو الكابتن صالح سليم، وابن عم والده هو المخرج أشرف فهمي. وكان الفنان هشام سليم ابن عمه وصديقه المقرب جدًا. يصف سليم علاقته بهشام قائلاً: «كان بيني وبين هشام توافق مدهش في طريقة تفكيرنا، وفي آرائنا حول الفن والحياة. كان الشبه بيننا كبيرًا، كما لو كنا توأمًا. لقد افتقدت توأمي، لكنني أعزي نفسي بأنه ظل متمسكًا بمبادئه وأخلاقياته حتى لحظة رحيله، ولم يتنازل عنها تحت أي ظرف».
ثقافة
ثقافة
ثقافة
ثقافة