أسرار الانقلاب الشتوي في الصين: فلسفة قديمة تحدد مسار العام الجديد وبداية التقويم الشمسي


هذا الخبر بعنوان "يوم الانقلاب الشتوي في الصين:فلسفة خاصة لقضائه وبداية السنة الشمسية في التقويم الزراعي التقليدي" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢١ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
بقلم لجين عصام سليمان
يُعد يوم الانقلاب الشتوي في الصين مناسبة ذات فلسفة خاصة وطقوس فريدة، حيث يُنظر إليه على أنه يوم محوري ينعكس تأثيره على مجريات العام المقبل بأكمله. وفقًا للحكمة الصينية التقليدية، يُشدد في هذا اليوم على ضرورة الحفاظ على دفء الجسد والمزاج الجيد، إيمانًا بأن حالة الإنسان في هذا اليوم تحدد مسار أيامه القادمة.
يُعتبر الانقلاب الشتوي أهم يوم في السنة، فهو يمثل نقطة تحول يتبدل فيها القديم بالجديد. في هذا اليوم، تصل طاقة "الين" إلى ذروتها القصوى، لتبدأ بعدها طاقة "اليانغ" في النمو التدريجي. يؤكد الفلاسفة الطاويون أن نمو "اليانغ" في هذه الفترة يؤدي إلى اختلاط توليفة الطاقة الحيوية، وأن الطاقة الجسدية والعقلية التي يتمتع بها الفرد في هذا اليوم هي التي تحدد حالة العام بأكمله.
فلسفياً، يرمز الانقلاب الشتوي (冬至) إلى اليوم الذي يصل فيه الليل إلى أقصى طوله في نصف الكرة الشمالي، ثم يبدأ النهار في الزيادة تدريجيًا بعده، مما يمثل نهاية فترة الظلام الطويلة وبداية فترة النور المتزايد. في الفلسفة الصينية التقليدية، بما في ذلك الطاوية والكونفوشيوسية، يرتبط هذا اليوم بمفهوم "تولد اليانغ من الين" (阴极阳生)، حيث تبلغ طاقة الين (الظلام، البرودة، السكون) ذروتها، ثم يبدأ اليانغ (النور، الدفء، الحركة) في النمو تدريجيًا.
يُعد هذا التحول بمثابة ولادة لدورة جديدة من الطاقة والحياة، بينما تتلاشى الدورة السابقة. رمزياً، يُشبه ذلك نهاية العام القديم من حيث دورات الطاقة الطبيعية وبداية عام طبيعي جديد. ولهذا السبب، يُقال في الثقافة الصينية: "الانقلاب الشتوي كبير مثل السنة الجديدة" (冬至大如年)، لأنه يُعتبر بداية السنة الشمسية في التقويم الزراعي التقليدي.
ثقافة
منوعات
ثقافة
ثقافة