ورشة "تضاريس الذاكرة" تختتم أعمالها في جامعة حمص: استكشاف التراث الثقافي وتعزيز التعاون الأكاديمي

اختتمت اليوم فعاليات ورشة العمل المتخصصة "تضاريس الذاكرة" في كلية الهندسة المعمارية بجامعة حمص، بعد سبعة أيام من الأنشطة المكثفة. شهدت الورشة مشاركة ثلاثين طالباً من السنة الخامسة يمثلون جامعات حمص وحماة والجامعة الوطنية الخاصة.

نُظمت هذه الورشة بالتعاون مع جامعة أكسفورد، وركزت على استكشاف الجوانب المادية وغير المادية للتراث الثقافي الكامن في المدينة القديمة بحمص. شمل برنامج الورشة محاور متنوعة وعميقة، منها الذكرى اليومية، والذاكرة الجماعية والشخصية، وأخلاقيات التذكر والنسيان، بالإضافة إلى أهمية التاريخ الشفوي وتأثير الحروب على الذاكرة.

تضمن البرنامج أيضاً زيارات ميدانية لعدد من الأسواق والمعالم التاريخية البارزة في المدينة، فضلاً عن رحلة علمية إلى محافظة حلب. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور عمار عزوز، ممثل جامعة أكسفورد، أن تسمية الورشة "تضاريس الذاكرة" تعكس الشمولية والتعددية في أبعاد هذا المفهوم، حيث لم يقتصر الاستكشاف على جانب واحد، بل امتد ليشمل عناصر متعددة كالمعالم التاريخية والتراث والمباني السكنية. وأضاف الدكتور عزوز أن المشاركين أجروا استبيانات ميدانية لجمع آراء السكان حول تطور المدينة القديمة بين الماضي والحاضر.

من جانبه، أكد الدكتور عبد الرحمن حمدون، عميد كلية الهندسة المعمارية بجامعة حمص، على الأهمية البالغة لهذه الورشة في تعميق ارتباط الطلاب بالمدينة القديمة. وأشار إلى أنها ساهمت في سد فجوات معرفية لديهم وعززت جسور التعاون الأكاديمي بين الجامعات المحلية والدولية.

تأتي هذه الورشة في إطار جهود جامعة حمص الرامية إلى دمج التعلم النظري بالتطبيق العملي، وتمكين الطلاب من الإسهام بفاعلية في مشاريع إعادة الإعمار وحفظ التراث الثقافي للمدن السورية. كما تهدف إلى تزويدهم بالمهارات الضرورية لتقديم حلول مبتكرة وفعّالة للمناطق التاريخية بعد تخرجهم.