ألمانيان يعودان من الفضاء بعد رحلة سياحية تاريخية: مهندسة تتحدى الشلل ورفيقها يصفانها بـ«الأروع في حياتنا»

اختتم ألمانيان رحلة فضائية سياحية قصيرة، استمرت لدقائق معدودة، بالعودة إلى الأرض، واصفين هذه التجربة بأنها «الأروع في حياتهم». وقد مثلت هذه الرحلة محطة بارزة في سجل الرحلات الفضائية المأهولة.

كانت من بين المشاركين في هذه الرحلة مهندسة ألمانية تبلغ من العمر 33 عامًا، تعمل في مجال هندسة الفضاء. وتُعد هذه المهندسة أول امرأة تعاني من إعاقة حركية، إثر إصابتها بشلل نصفي قبل أعوام نتيجة حادث، تشارك في رحلة إلى الفضاء. وعقب عودتها، أكدت أن التجربة فاقت كل توقعاتها، مشيرة إلى أن لحظات انعدام الجاذبية ومشاهدة الأرض من الفضاء كانت استثنائية ولا تُنسى. وحملت رحلتها رسالة ملهمة مفادها أن الأحلام لا ينبغي التخلي عنها مهما كانت التحديات، وأن الإصرار والإيمان بالقدرة على تجاوز الصعاب يمكن أن يفتح آفاقًا غير متوقعة.

وقد رافقها في هذه المغامرة مهندس فضاء ألماني مخضرم، له سجل حافل في العمل على مشاريع فضائية كبرى. وقد وصف مشاهدة الأرض من الفضاء بأنها تجربة مؤثرة وعميقة، تفوق في جمالها وعمقها أي تصور يمكن تخيله من سطح الكوكب.

استغرقت الرحلة حوالي إحدى عشرة دقيقة، ووصلت المركبة إلى ارتفاع يقارب مئة كيلومتر فوق سطح الأرض، مما أتاح للركاب فرصة اختبار انعدام الوزن لفترة وجيزة قبل هبوطهم الآمن. وقد حظي إقلاع المركبة وهبوطها ببث مباشر ومتابعة جماهيرية واسعة. وتألف الطاقم من ستة أشخاص، كان من بينهم المواطنان الألمانيان، في سابقة هي الأولى لمشاركة شخصين من الجنسية الألمانية معًا في رحلة فضائية.

تأتي هذه الرحلة ضمن سلسلة من الرحلات الفضائية السياحية التي استقطبت اهتمامًا عالميًا واسعًا، وأثارت نقاشات متزايدة حول مدى جدواها العلمية وتأثيراتها البيئية. وعلى الرغم من بعض الانتقادات، يرى المشاركون أن هذه التجارب تمثل تقدمًا نحو تقريب الفضاء من متناول البشر، وتحويل حلم السفر إلى الفضاء إلى واقع ملموس، حتى لأولئك الذين واجهوا تحديات جسدية كبيرة في حياتهم.