ضغوط أميركية ومصرية لحلحلة عقد غزة: لقاء ترامب ونتنياهو في ميامي لم يحسم نزع سلاح حماس وتأجيل قمة السيسي ونتنياهو


هذا الخبر بعنوان "ترويج مصري لـ«ضغط أميركي»: «ميامي» (لا) تُحلحِل عُقد غزّة" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٢ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
قبل اللقاء المرتقب يوم الإثنين المقبل في مدينة ميامي الأميركية، والذي سيجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، بهدف التوصل إلى «قرار حاسم» حول الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أفادت صحيفة «هآرتس» نقلاً عن مصادر مطّلعة بأنّ ترامب سيعرض على نتنياهو تصوره لدفع المشروع قدماً والقرارات اللازمة في هذا الصدد. ينصبّ التركيز الإسرائيلي حالياً على ربط نزع سلاح حركة «حماس» باستمرار انسحاب جيش الاحتلال من القطاع، بالإضافة إلى المطالبة بـ«كشف ما تبقّى من أنفاق الحركة وتدميرها»، وهو ما تعتبره تل أبيب ضمانة لمنع عودة «التهديد الأمني».
لكن، وفقاً لمصادر مصرية تحدّثت لـ«الأخبار»، فإنّ «النقاشات مع المسؤولين الأميركيين خلال الأيام الماضية أسفرت عن توافق أوّلي على أن القوة الدولية المزمع نشرها في القطاع لن تتولى مسؤولية نزع سلاح حماس»، ويجري البحث حالياً عن «آلية فلسطينية – فلسطينية لجمع السلاح وحصره ضمن خطة إعادة الإعمار». من جانبه، رأى مسؤول مصري شارك في هذه الاتصالات أن «التهديدات الإسرائيلية فقدت مصداقيتها، خاصة مع التزام المقاومة بوقف إطلاق النار، في ظلّ خروقات إسرائيلية يومية، بالإضافة إلى تزايد الضغط الأميركي لمنع إفشال الاتفاق، رغم استمرار التعقيدات المتعلقة بمراقبة التنفيذ». وأوضح المصدر أن ما لاحظته القاهرة خلال اجتماع ميامي الأخير كشف عن «ضغوطات واضحة» تمارسها واشنطن على تل أبيب لضمان الالتزام بالتهدئة، وذلك على الرغم من «النبرة الاستعلائية» التي يتّسم بها المسؤولون الإسرائيليون، مؤكداً أن الوسطاء، وفي طليعتهم مصر، «لا يملكون سوى الاعتماد على الضغط الأميركي لإحراز أي تقدّم».
تتزامن هذه التطورات مع إعلان جيش الاحتلال عن انتهائه مما وصفه بـ«تطهير» المناطق الواقعة شرق الخط الأصفر من السلاح، وهو ما يمثل 52% من مساحة القطاع، وذلك تمهيداً للمرحلة الثانية. كما تتزايد المؤشرات على قرب العثور على جثة الجندي ران غويلي، حيث أبلغ جيش الاحتلال الوسطاء بأن «استعادتها شرط حاسم للانتقال إلى المرحلة التالية». وفي السياق ذاته، أكد الوزير إيلي كوهين، عضو «المجلس الوزاري المصغّر»، أن «عودة جثة غويلي شرط ضروري»، لافتاً إلى أن «الكثير من الأنشطة تجري تحت السطح» لتحقيق ذلك، ومضيفاً أن قضية «نزع سلاح حماس» تُعد حتمية بالنسبة لإسرائيل، التي تعتبر نفسها «الجهة الوحيدة القادرة على تنفيذ ذلك».
في غضون ذلك، ومع تصاعد الجهود لإتمام المرحلة الأولى من الاتفاق، تم الكشف عن خطة أميركية لإعادة إعمار القطاع تحت اسم «مشروع شروق الشمس». ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أعدّ هذه الخطة فريق بقيادة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر، وتهدف إلى تحويل غزة من «مدن خيام إلى مدينة تكنولوجية متطورة» مزعومة، باستثمارات ضخمة تُقدّر بـ112.1 مليار دولار على مدى عشر سنوات. يرتكز المشروع على بناء مدينة جديدة تُسمى «رفح الجديدة» في جنوب القطاع، تستوعب نصف مليون نسمة، وتضم 100 ألف وحدة سكنية، وعشرات المستشفيات، ومئات المدارس، مع تحويل الساحل إلى مركز اقتصادي وتجاري. ويُشترط في كل مرحلة من مراحل التنفيذ الأربع، «إزالة كاملة للأنفاق والأنقاض قبل البدء بأعمال البناء». وتخطط واشنطن لتغطية 20% من التكلفة عبر المنح وضمانات الديون، على أن يتم استكمال المبلغ من دول الخليج وتركيا ومصر، بينما سيُسدد جزء من الدين من خلال استثمار 70% من الساحل تجارياً، بدءاً من السنة العاشرة. وبغض النظر عن طموحات إدارة ترامب، تقرّ مصادر أميركية بوجود «ثغرات» جوهرية في المشروع، أبرزها «غياب الأمن والاستقرار، وعدم توفر حلّ مؤقّت لنازحي الحرب خلال سنوات البناء، بالإضافة إلى عدم وجود التزامات مالية نهائية حتى الآن».
تأكد تأجيل اللقاء المرتقب بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أجل غير مسمى، وذلك على الرغم من مساعي تل أبيب وواشنطن لتأمينه ضمن إطار مناقشة الترتيبات الأمنية والسياسية المستقبلية. وقد أعرب السيسي عن استعداده لعقد لقاء قريب مع ترامب في البيت الأبيض، دون ربط هذا اللقاء بالزيارة المرتقبة لنتنياهو، التي كان من المفترض أن تتضمن اجتماعاً ثلاثياً بحضور الرئيس الأميركي.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة