توغل مستوطنين إسرائيليين في الأراضي السورية عبر الجولان المحتل: الجيش الإسرائيلي يعتبره انتهاكاً خطيراً

شهدت المناطق الحدودية في مرتفعات الجولان المحتلة حادثة جديدة تتعلق بتجاوزات مدنية للخطوط الفاصلة مع الأراضي السورية، ما أعاد تسليط الضوء على حساسية الوضع الأمني في تلك المنطقة وتداعيات أي تحركات غير منسقة قرب الحدود.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الإثنين، أن بلاغاً رسمياً ورد حول قيام عدد من المستوطنين الإسرائيليين بتجاوز الحدود في إحدى مناطق الجولان المحتل والدخول إلى الأراضي السورية، في مخالفة صريحة للتعليمات الأمنية المعمول بها.

وأوضحت التقارير أن قوات من الجيش الإسرائيلي انتقلت إلى الموقع فور تلقيها الإخطار، حيث تمكنت من الوصول إلى الأشخاص المعنيين وإعادتهم إلى داخل المناطق الخاضعة لسيطرته. وأضافت أن المستوطنين أُحيلوا لاحقاً إلى الشرطة الإسرائيلية لاستكمال الإجراءات القانونية المتبعة في مثل هذه الحالات.

وفي تعليق رسمي، اعتبر الجيش الإسرائيلي أن ما جرى يمثل انتهاكاً خطيراً، مؤكداً أن دخول مدنيين إلى مناطق حدودية مغلقة يشكل مخالفة جنائية قد تعرّض حياة المتسللين وكذلك القوات العسكرية المنتشرة في المنطقة لمخاطر أمنية جسيمة.

وتأتي هذه الواقعة في سياق حوادث سابقة مشابهة، إذ أفادت مصادر متقاطعة وشهود عيان، في 19 آب/أغسطس الماضي، بأن مجموعة يزيد عدد أفرادها على 40 مستوطناً، من بينهم نساء وأطفال، قدموا من مستوطنات في الجولان والضفة الغربية، بما فيها مناطق الخليل والسامرة، وقاموا باجتياز السياج الحدودي عبر المنطقة العازلة شرق مستوطنة "ألوني هباشان".

وبحسب تلك الإفادات، واصلت المجموعة تحركها داخل الأراضي السورية لمسافة قُدّرت بنحو عشرة كيلومترات، وصولاً إلى محيط قرية شركسية مدمرة قرب بلدة بريقة في ريف محافظة القنيطرة. كما أظهرت صور جرى تداولها من الموقع قيام المستوطنين برفع العلم الإسرائيلي، وزراعة أشجار، ووضع لافتة تحمل اسم بؤرة استيطانية جديدة. وتضمنت المشاهد أيضاً إعداد موقع تذكاري يضم صوراً لأحد الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا في لبنان، إلى جانب زراعة الزهور، في خطوة حملت طابعاً رمزياً ودلالات ذات بعد تعبوي وديني.